Okaz

تطوير مكة واملدينة

-

مــر تـأسـيـس شـركـتـي رؤى الــحــرم ورؤى املـديـنـة مـــرور الكرام على العامة، ولم يحظ الخبر ربما بالقراءة الالزمة من شرائح اجـتـمـاعـ­يـة، وحــتــى مــن اإلعــــال­م مــن خـلـفـهـم، والــذيــن عـــادة ما يبحثون عـن أخـبـار تحمل مصالح آنـيـة، ليس بـالـضـرور­ة أن ترتبط بمصالح عليا حتى وإن كانت هذه املشاريع جوهرية للناس والوطن. وفـــي اعــتــقــ­ادي أن تــأســيــ­س هــاتــن الــشــركـ­ـتــن يــنــم عـــن رؤية ثــاقــبــ­ة مــــن قــبــل مــجــلــس االقـــتــ­ـصـــاد والــتــنـ­ـمــيــة، والـــــــ­ذي قام بتحويل صندوق االستثمارا­ت العامة من صندوق يقبع في الصفوف الخلفية ملؤسساتنا املالية، إلى قاطرة تقود الفرصة االستثماري­ة واالقتصادي­ة الواعدة للبالد، وتحول خالل فترة قـصـيـرة إلــى مـؤسـسـة مـالـيـة تعيد إنــتــاج الــفــرص الــتــي كانت معطلة وتـرجـمـتـ­هـا إلـــى فـــرص بـالـغـة الـتـأثـيـ­ر اإلستراتيج­ي القتصادنا الوطني لتصب في توسيع القاعدة االستثماري­ة وتحقيق الفرص الوظيفية واستثمار امليز النسية للمناطق واملساهمة في نهاية املطاف في زيادة الناتج املحلي للبالد. لـيـس هـــذا فـحـسـب، بــل إن هــاتــن املـديـنـت­ـن املـقـدسـت­ـن اللتن تكتنزان فرصًا استثمارية هائلة ومعطلة يمكن استثمارها وتدويرها في شراين االقتصاد الوطني، من خـالل إسنادها لشركات من هـذا الحجم يعزز فـرص التخطيط األمثل القائم عــلــى ثــقــافــ­ة الــشــركـ­ـات الــكــبــ­رى ولــيــس عــلــى الــتــوسـ­ـع الفردي الــتــقــ­لــيــدي، الــــذي لـــن يـفـضـي إلـــى إقـــامـــ­ة تــجــمــع­ــات حضارية متكاملة خصوصا في أمهات املدن كمكة واملدينة. لن أتطرق للحجم املنتظر ملساهمة الشركتن في الناتج املحلي وال عــدد الـــزوار وال الـغـرف الفندقية التي ستضيفها أو عدد الــوظــائ­ــف الــتــي ســوف تـراكـمـهـ­ا، فــهــذا كـلـه ورد فــي البيانات الـرسـمـيـ­ة، وإنـمـا رغـبـت بــاإلشــا­دة بالتحول الكبير لصندوق االستثمارا­ت العامة بعد تحويله من مؤسسة مالية صماء ألداة مالية إستراتيجية وديناميكية في خدمة التحول االقتصادي للبالد، واستكشاف الـفـرص الكامنة التي ظلت مؤجلة لعدم وجود التمويل من ناحية وعدم مالءمة األنظمة االستثماري­ة من ناحية أخرى. عند بيع أسهم أرامكو سوف يرتفع رأسمال الصندوق بأضعاف ما هو عليه، وعندها سوف ترتفع وتيرة أدائه بأضعاف ما هي عليه اآلن، وبالتالي التعويل في دفع برامج التحول االقتصادي لـيـس فــي مـجـال تـوسـيـع الـقـاعـدة االقـتـصـا­ديـة واالستثمار­ية للبالد واستثمار الفرص املتاحة وحسب، وإنما بزيادة أصوله تباعا مـن خـالل إضـافـة مثل هـذه الشركات واملـشـاري­ـع، وكلما ارتــفــعـ­ـت أصــولــه ارتــفــعـ­ـت مـعـهـا عـــائـــد­ات الــصــنــ­دوق، وهكذا هي الــدورة الطبيعية لـرأس املــال، وعندها سيكون واحــدا من مـحـركـات توليد الــثــروة الـجـديـدة للبالد مـن ناحية وإنعاش االقــتــص­ــاد املـحـلـي مــن خــالل األثـــر املـبـاشـر لـهـذه املــشــار­يــع من ناحية أخرى. وفــي اعـتـقـادي أنــه ينبغي على الـصـنـدوق أن يمسح الفرصة االقـتـصـا­ديـة فـي بقية املـنـاطـق، وخصوصا تلك الـتـي تحتاج إلى تنمية اقتصادية، آخذا بعن االعتبار التوازن في التنمية املناطقية اقتصاديا، صحيح أن الصندوق ليس جمعية خيرية أو مؤسسة خدمية لكن لكل منطقة مهما كـانـت ميز نسبية تختلف عن األخـرى يمكن استثمارها وفق مقاسها الطبيعي ولها حق في ذلك.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia