العزيزية..«كابل» وسط حائل

ﺣﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰﻳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺳﻂ ﺣﺎﺋﻞ، ﻭﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺭ ﺷﻌﺒﻴﺎ ﺑﺎﺳﻢ »ﻛﺎﺑﻞ«، ﺑﺪﺍ ﻭﻛﺄﻥ ﻧﺎﻗﻮﺱ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﻳﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﺭﻋﻪ، ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺘﻈﺖ ﺑﺄﻋﺪﺍﺩ ﻣﻬﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺍﻓﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻜﻨﻪ، ﻭﺳﻴﻄﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﻣﻨﺎﺯﻟﻪ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻰ ٠٨٪، ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﻛﺴﺎﻛﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﻣﻬﺪﺩﺍ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ، ﻭﻣﻼﺫﺍ ﺁ

بدأنا الحديث مع بريكان محمد الشريهي أحد سكان «العزيزية»، فــأوضــح أن نسبة الـعـمـالـة الــوافــدة فــي الــحــي تــجــاوزت %80 من مختلف الجنسيات وأصبح وجودهم أشبه بقنبلة موقوتة تهدد األهالي، مبينا أنهم يشكلون خطرا جسيما عليهم، خصوصا أنهم يقطنون مساكن متهالكة وآيـلـة للسقوط، ومستوى األمــان فيها معدوم من حيث الكهرباء وغيرها، مؤكدا أن الحرائق تكررت في منازل العمالة، ما شكل خطرا على أهالي الحي، خالف املشاكل بني بعضهم، فمثال لو وقـع عــراك بني جاليتني من الصعب السيطرة عليهم في ظل ضعف الـوجـود األمني في الحي. ولفت الشريهي إلى أن شاحنات النقل وسيارات العمالة ومعداتهم مألت الشوارع وأقفلت املمرات، مبينا أن إدارة املرور أصدرت قبل سنوات تعميما يمنع دخول وإيقاف سيارات النقل «الدينا» ومعدات العمالة داخل الحي نهائيا، واستمر تطبيق القرار ألكثر من عام، إال أنهم عادوا من جديد يتجولون بسياراتهم ويوقفونها في شــوارع وممرات الحي الصغيرة، وســط إهـمـال الجهات املعنية، مـا سبب ازعاجا لنا. وتابع: شكلت لجان من عدة جهات حكومية قبل عدة سنوات لدراسة وضع الحي، وال نعلم توصلت إليه، مشيرا إلى أن موقع الحي حيوي، ويتوسط مدينة حائل، وقريب من املنطقة التجارية، ومن املفترض أن ينعم بكامل الخدمات، إال أنه لألسف يعتبر من األحياء املهملة والعشوائية، فعدم اكتمال شبكة الصرف الصحي شكل معاناة ألهـالـي الحي منذ زمـن طـويـل، إذ إن الـشـوارع غدت مستنقعات مـن الـصـرف الصحي التي تبث الـروائـح الكريهة في سائر الحي. وختم الشريهي بأن سيطرة الوافدين دمرت مستقبل الحي، من حيث االستثمار التجاري واستثمار الشقق فيه، فال تجد مـن يستأجر مـنـزال أو شقة فـي هــذا الـحـي خـوفـا على عائلته من الوضع املزري. مسؤولية «املياه» من جهته، قال محمد التبيناوي (من سكان الحي): إننا مجموعة متقاعدين نجتمع يوميا بحثا عن الراحة ولكننا لم نجدها في حينا، وعانينا من مشكالت كبيرة، بدءا من العمالة الوافدة التي شوهت جمالية الحي من حيث ترابط أهله سابقا، وكذلك موقعه الحيوي في قلب حائل، الفتا إلى أن العمالة استوطنت وانتشرت بشكل ملفت ومخيف لساكنيه، ما دفع أهالي الحي للهروب منه إلى األحياء الجديدة بحثا عن الراحة، بينما نضطر نحن للجلوس في منازلنا، خصوصا أن املنازل في األحياء االخرى عالية السعر وال نستطيع شراء ها. وأضاف التبيناوي أن هناك بيوتا طينية آيلة للسقوط تحتاج إلى إزالة، لكن لم نجد التفاعل من الجهات املعنية رغم كثرة الشكاوى التي تقدمنا بها دون جدوى، محمال إدارة البيئة والزراعة واملياه في حائل مسؤولية مياه الصرف التي تغرق الشوارع بمستنقعات سببت إزعــاجــا وروائـــح كريهة فـي الـحـي. وتـوقـف العمل بشبكة الــصــرف الـصـحـي فــي الـحـي مـنـذ ثــالث ســنــوات، ولــم تكتمل، ولم يتم تشغيلها بشكل رسمي سوى في بعض املنازل وفق العالقات الشخصية مـع املـقـاول، موضحا أن مياه الـصـرف الصحي تنزح من بيارات املنازل 12 مرة كل شهر، عبر الصهاريج بسعر يقارب 1200 ريــــال شــهــريــا، األمــــر الــــذي أرهــــق جــيــوبــنــا، خـــالف بعض العوائل واألرامل التي ليس لديها دخل سوى الضمان االجتماعي وال يستطيعون عمل ذلك اإلجراء ويتركون مياه الصرف تنزف في الشارع، ما سبب روائح كريهة وأمراضا معدية في الحي. ليل مخيف مـن جانبه، انتقد راجــح املسعود كثرة جلوس العمالة منتصف الـلـيـل أمـــام مـنـازلـهـم، فــي ظــل قـلـة تــوافــر الـعـمـل لـديـهـم، وانتشار الــبــطــالــة بــيــنــهــم، فــأضــحــى عــمــلــهــم فــقــط الــتــجــول فـــي الشوارع والجلوس أمام منازلهم ليال، ما يشكل إزعاجا لألهالي القاطنني بجوارهم، مضيفا أن وجودهم بات يشكل خطرا على عوائل الحي وال يشعر بـذلـك إال سـاكـنـوه، فأطفالنا ال يـخـرجـون فــي الشارع، ونخاف على وجودهم أمام أبواب املنازل. وطالب املسعود الجهات األمــنــيــة بــإعــادة الـنـظـر فــي دراســــة وضـــع الــحــي أمــنــيــا، وترحيل العمالة منه، مبديا استياءه مـن انتشار الحفريات فـي الشوارع واملطبات الصناعية التي وصفها باملظهر املــزري، خـالف بعض مخلفات البناء والقمامة وأخشاب البناء التي وضعتها العمالة أمام املنازل، وسببت حرائق شكلت خطرا على األهالي. فيما يرى علي الرمان أن ترحيل العمالة من الحي مطلب أساسي لألهالي، لينعموا بحياة آمنة، كون وجودهم يشكل خطرا على السكان، كما يجب التسريع في إنجاز شبكة الصرف الصحي التي باتت حلما يــراود األهالي لحل معاناتهم مع الروائح الكريهة واملستنقعات املائية التي تغرق فيها الشوارع. خدمات معدومة بينما يلفت منصور السليطي إلى أن اكثر من 30 عامال يجتمعون فـي بيت شعبي واحــد، وكــل خمسة عمال يسكنون غرفة واحدة، وهذا بحد ذاته خطر يهددنا، فلدينا عوائل ال نستطيع أن نتركهم فـي املـنـزل لحظات بـجـوار تلك العمالة املنتشرة بشكل كبير في الـــحـــي، خــــالف بــعــض مــنــازلــهــم اآليـــلـــة لــلــســقــوط مـلـحـقـة الضرر بـاألهـالـي، مشيرا إلـى أن ساكني الحي أطلقوا عليه اسـم «كابل» كاسم شعبي يتداول وسط الناس ملا يحويه الحي من عمالة. وقال السليطي إنهم ضيقوا الخناق علينا كسكان ونفرونا من منازلنا، وكذلك سياراتهم ومعداتهم أقفلت شوارع الحي، فال نجد مـواقـف لسياراتنا، مـؤكـدا أنــه فـي السابق كانت هناك حمالت أمنية مكثفة على هذه األحياء، ومداهمة غالبية املنازل ملا تحويه من عمالة متخلفة تقيم بطرق غير شرعية، ولكن لألسف قلت هذه الحمالت ولم نعد نشاهدها في الفترة األخيرة. وتـطـرق خالد الـزيـد إلــى أن الكثير مـن األهـالـي عـرضـوا منازلهم للبيع بسبب تدني الخدمات، وزحـام العمالة في الحي، والبحث عــن ســكــن خـــارجـــه، مـضـيـفـا أن الــبــعــض أصــبــح يـخـشـى الخروج فـي ساعة متأخرة مـن الليل، فـي ظـل أن العمالة تجوب الشوارع بكثرة، مشددا على أنه في جميع األوقــات تجد الحي خلية نحل مكتظة بتلك العمالة، التي أصابنا وجودها وكثافتها بالرعب لنا وألوالدنا الذين يخشون الخروج للشارع وحدهم، مبينا أال حيلة لنا سوى العيش على أمل تلبية الجهات املعنية لنداء اتنا، وإيجاد حل ملعاناتنا. ال ضرر وال ضرار وفي االتجاه اآلخر، يقول العامل أزمير خان (باكستاني الجنسية): نسكن هذا الحي منذ أكثر من 12 عاما، بإيجار سنوي يبلغ 10 آالف ريـال، وعددنا 18 شخصا، نخرج في الصباح الباكر للعمل ونــعــود مــســاء، وإن لــم يكن هـنـاك عمل نجلس أمـــام منزلنا على الجلسات التي وضعناها من أجل الراحة، أو إيجاد من يطلب منا األعمال، نافيا أن يكونوا سببا في إزعاج سكان الحي «الذين نكن لهم االحترام». منعهم غير قانوني وقــال املتحدث باسم خـدمـات املـيـاه بمنطقة حائل حمود صالح البشير، إنه تم التنسيق مع أمانة حائل قبل سفلتة حي العزيزية على أن يتم االنتهاء من شبكات الصرف الصحي والتوصيالت، إال أنه «األمانة» سفلتت الحي دون التنسيق مع «املياه»، مضيفا: تــم اشــتــراط كـشـط الــشــارع بـعـرض ثـالثـة أمــتــار، وهـــذا الـبـنـد غير مـــوجـــود بــعــقــد املــــقــــاول املــنــفــذ لــشــبــكــات وتـــوصـــيـــالت الصرف الصحي، واضطررنا للعمل بالشوارع املسفلتة قديما للشبكات والتوصيالت، وإيقاف العمل بالشوارع املسفلتة حديثا. وحيال توصيل الشبكة لبعض املنازل وترك أخرى، أبان أن تقييم الوضع يتم من خـالل عـدد كـروت النزح، ومعاينة املوقع من قبل مـراقـبـي املــديــريــة لـلـمـتـضـرريـن، وعـلـيـه يـتـم ايــصــال الـخـدمـة لهم بسبب الضرر الذي حصل لهم، مشيرا إلى أنه يوجد نزح مجاني للمواطنني املتضررين من مياه الصرف. وبـدوره، كشف مصدر في مرور حائل أن مــــــالك الـــــســـــيـــــارات من العمالة تقدموا بشكوى إلمـــــــارة املــنــطــقــة حيال إلزامهم بالوقوف خارج الــحــي، وتـــم الــســمــاح لهم بــالــوقــوف أمــــام منازلهم لـــــــعـــــــدم وجــــــــــــــود الئــــحــــة بــــالــــنــــظــــام تــــنــــص على منعهم من الوقوف أمام منازلهم.

مياه ملوثة تهدد باألمراض.

معدات العمالة في شوارع العزيزية. (عكاظ)

مجموعة من أهالي حي العزيزية أثناء حديثهم لــ«عكاظ».

عمالة يجلسون أمام مسكنهم.