احلوثي يسلب الطفولة براءتها.. واألمم املتحدة تضلل! الميليشيات تستخدم «األسابيع الثقافية» غطاء إلرسالهم لجبهات القتال
رغم اتساع دائرة الرفض لتقرير األمم املتحدة األخـيـرة املتعلق بالطفولة فـــــي الــــيــــمــــن، إال أن ثــــمــــة أصــــواتــــا حقوقية لم تستغرب نتائج التحقيق، كـون مستوى الثقة بينها وبـن األمم املــتــحــدة «مــنــعــدمــا»، وتـسـتـشـهـد تلك األصــوات بتجاهل املنظمة الدولية كل الفضائع الـتـي يرتكبها الـحـوثـي ضد الشعب اليمني تحت غطاء «املذهب». ويؤكد رئيس لجنة حقوق اإلنـسـان في املجلس األعلى ملقاومة صنعاء عبدالكريم ثعيل لـ «عكاظ» تفاخر الحوثين بتجنيد األطفال، مشيرًا إلى أن الجماعة ال تختلف عـــن الــحــركــات اإلرهـــابـــيـــة الــتــي تستخدم الــطــفــولــة ألبــعــد مـــدى لــتــرســيــخ عقيدتها املتطرفة. ونــظــرًا لـــوعـــورة الــجــبــال والــنــظــام القبلي الـــصـــارم فــي املــنــاطــق الــتــي تـسـيـطـر عليها امليليشيات، ينخرط األطفال في القتال، إما بـحـثـًا عــن الــثــأر أو الــبــطــولــة الـقـبـلـيـة، وإما لـدواع طائفية ووعـود «الكهنة» بالجنة، في طريقة ال تختلف عن التنظيمات اإلرهابية األخـــرى. وتشير معظم التقارير املستقلة إلــى تنامي تجنيد األطـفـال مـن قبل امليليشيات الحوثية خمسة أضـــعـــاف، بــيــد أن األمـــــم املــتــحــدة تــــرى أن «صعوبة الرصد» أدت إلى انخفاض أعــداد األطفال املنخرطن في القتال، الالفت أنـه بالرغم من صعوبة الرصد إال أن األمــــم املــتــحــدة تــخــرج بــاتــهــامــات «مــســيــســة» ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية اليمنية. ويؤكد عبدالكريم شعيل أن تجنيد األطفال ساد معاقل الحوثين كالعاصمة صنعاء، وتعز، وعمران، ويثير تحول التجنيد الطوعي الذي يعتمد على املعلومات الخاطئة واالمتيازات املادية إلى التجنيد القسري عبر اإلكراه مخاوف أكبر. وكـشـفـت إحــصـــاءات حـقـوقـيـة فــي جـنـيـف عــن تجنيد امليليشيات الظالمية ألكثر من 10 آالف طفل منذ بداية تحركهم نحو العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أن معظم األطفال املجندين أخذوا من املدارس، من بينهم أطفال انخرطوا في األعمال القتالية دون علم أسرهم. وتستغل امليليشيات الحوثية ظروف األهالي الصعبة واملناطق الغارقة في الفقر، لتعرض مرتبات شهرية مقابل انخراط أبنائهم في صفوف امليليشيا، وتحكي أم الحسن العمراني كيف استطاعت امليليشيا إقناع زوجها في تجنيد طفلها الذي لم يتجاوز الـ51 عامًا، ويؤكد عبدالكريم ثعيل أن ابنها عاد إليها بعد عدة أشهر «جثة هامدة». فيما ال ينسى سكان إحدى القرى في محافظة حجة، عــــودة أطــفــالــهــم بــعــدمــا ذهــبــوا إلـــى صــعــدة لحضور «أســبــوع ثـقـافـي وديــنــي» جثثا مـتـراكـمـة، إذ جندهم األطـفـال واسـتـخـدم «املناسبة الثقافية» حجة إلقناع األهالي. وفــي محافظة املـحـويـت وحــدهــا، جــنــدت ميليشيات الــحــوثــي االنــقــالبــيــة أكــثــر مــن 450 طـفـال ال تتجاوز أعمارهم 13 عامًا، وأرسلتهم إلى جبهات القتال رغم ممانعة أهاليهم -بحسب ثعيل-. وكـانـت املناسبات الثقافية لألطفال غطاء إلرسالهم إلــى جـبـهـات الــقــتــال، ويـــرى شـيـخ قبلي مــن مـــأرب أن الـحـوثـيـن فــي تجنيدهم األطــفــال يــرســخ فــكــرة الثأر واالقتتال الداخلي. ورغـــــم كـــل الـــجـــرائـــم ودمــــــاء األطــــفــــال الـــتـــي تـــــراق من الحوثين وجموعهم الظالمية، تسعى األمـم املتحدة إلــــى مـــســـاواة الـــظـــالم بــــ«أمـــل الــيــمــنــيــن»، إذ ال يرى اليمنيون في التحالف، إال املنقذ واملخلص من جور امليليشيات االنقالبية.