اجتاهان للسلفية الكردية.. جماعية حركية وال حزبية

أصدر مركز املسبار كتاب «السلفية في كردستان العراق.. التاريخ، األعام، االنتقادات»، شمل كتابات لعدة باحثني أكراد؛ فمثا: قسم الكاتب واملترجم الــكــردي الـعـراقـي املتخصص فـي الــشــؤون اإلسـامـيـة كــامــران طاهر زراري، السلفية إلى اتجاهني رئيسني، األول: السلفية الجماعية الحركية، وتشمل الـحـركـة اإلسـامـيـة، خصوصا جيل التسعينات وما بـعـد األلــفــني، ومــا انـشـقـت عنها مــن كـتـل وأحــــزاب وتحالفات بــني األجـنـحـة مـثـل: جـنـد اإلســــام، الـتـوحـيـد، أنــصــار اإلسام، والجماعة اإلسامية الباقية حتى اآلن، بعد أن وضعت الساح مع االحتال، واآلن لها جناحان؛ «التنويروين» وعلى رأسهم أمير الحركة ما علی باپير، و«السلفوين واألصولوين» ومعظم كبار املسؤولني منهم. واالتجاه الثاني: السلفي الاحزبي، الذي ينقسم إلى أكثر من ثاث فرق: فرقة «ما عبداللطيف» ومركزهم السليمانية وهي أقوى الفرق وأشهرها ولهم مؤسساتهم اإلعامية والتلفزيون والراديو، وفرقة «ما عبدالكريم» في منطقة كرميان ويملكون مـنـابـر املـسـاجـد وصـفـحـات فــي مــواقــع الــتــواصــل االجــتــمــاعــي، وفــرقــة «ما سـيـروان» امللقب باألشقر مركزهم أربيل وال يملكون القنوات التلفزيونية لكنهم كالفرقة الثانية يعتلون املنابر. أما الكاتب والباحث الكردي العراقي املتخصص في قضايا اإلسام السياسي يونس سيد رشيد، فيعتقد في دراسته إنه ال يمكن تناول األصولية السلفية الكردية بمعزل عن املشهد السياسي العام في كردستان العراق، كما ال يمكن تناول موضوع التجارب السياسية التي مرت بها كردستان العراق، والتجارب السياسية اإلسامية خصوصا دون اإلشارة إلى األحداث الدراماتيكية التي توالت على الساحة السياسية العراقية عموما إبــان حـرب الخليج الثانية نتيجة لغزو القوات العراقية للكويت عام ،1990 باعتبار أن سطوة النظام الـعـراقـي على املشهد السياسي قـد تخللتها اضـطـرابـات شــديــدة، وتاشى دورها -إلى حد كبير- في كردستان العراق. ومـن نتائج هـذا االضـطـراب السياسي أن املحافظات الكردية الـثـاث فـي إقليم كـردسـتـان الـعـراق وجــدت نفسها واقـعـة في أتون فراغ سياسي وإداري، بحيث فتحت الباب على مصراعيه أمام القوى اإلقليمية الفاعلة لتتدخل في أدق تفاصيل نسيج املجتمع الكردي، تساعدها في هذا التغلغل عوامل عدة؛ غياب سلطة الـدولـة، استعداد وقابلية املجتمع الـكـردي الستيعاب كل األفكار والتجارب الدخيلة نتيجة لغياب الوعي الثقافي والــســيــاســي، ودور كـثـيـر مـــن الـــقـــيـــادات الــكــرديــة فـــي اللعب عـلـى الـحـبـال السياسية املـمـتـدة مــن هـنـا وهــنــاك، بـمـا يخدم استراتيجيات املوجة السياسية التي هبت على املنطقة بعد .1991 ويضيف رشيد أنــه مـن أجــل تـنـاول مـوضـوع التجارب السياسية التي شهدتها كردستان العراق، هناك ثاثة عوامل رئيسة ينبغي تحديدها باعتبارها تمثل الركائز األساسية للتكوين الفكري والشخصي للفرد، والتي بدورها تحدد إجماال طبيعة املجتمع الكردي، والعقل الجمعي املتشكل للمجتمع الكردي، ومن ثم تشكل الفسيفساء السياسية لكردستان العراق. تلك العوامل هي الهوية الكردية، العامل الديني، والتكوين والتمايز الفئوي والجيوغرافي للمجتمع الكردي.

غالف الكتاب