¹—Uð …—U¹“AEAEÊULKÝ pK*«
أنهى خــادم الحرمن الشريفن يـوم األحــد املـاضـي أول زيــارة يقوم بها عـاهـل سـعـودي لـروسـيـا، منذ قـيـام اململكة العربية السعودية. تاريخية هذه الزيارة ال تأتي بسبب الظرف الزمني بتأخرها ألكثر من ثمانية عقود، بل تاريخيتها تأتي من إستراتيجية طبيعتها، ومن النتائج التي تمخضت عنها.. واألهم من استشراف مخرجاتها اإلستراتيجية، ليس فقط في ما يخص عالقة البلدين الثنائية، لكن بما يترتب عليها من نتائج مهمة دوليًا وإقليميًا لها عالقة بمشكالت املنطقة املزمنة واملعقدة.. وكذا ما تساهم به في دعم استقرار العالم وتوازن النظام الدولي. تأتي زيارة امللك سلمان لروسيا، التي تأخرت كثيرًا، نتيجة لقطيعة تقترب من نصف قرن، حدثت فيها تطورات جذرية على املستوين اإلقليمي والدولي، ربما كان لعدم اتصالهما املباشر، طوال هذه الفترة الطويلة، تأثير كبير على أحداث كبيرة جــرت على الـعـالـم، وبالتبعية: تـأخـر املعالجة الفعالة لكثير مـن أزمات املنطقة املزمنة واملعقدة. تاريخيًا: االتحاد السوفيتي سبق اعترافه باململكة 19( فبراير ،)1926 بعد أيام فقط من سيطرة امللك عبد العزيز على الحجاز، حتى قبل اعتراف بريطانيا، التي سبقت دول العالم في إقامة عالقات معقدة وصعبة منذ بداية تفكير امللك عبد العزيز، يرحمه الله، في مشروعه الطموح لتأسيس الدولة السعودية الثالثة. إال أن اعتراف بريطانيا العظمى الكامل باململكة تأخر حتى توقيع اتفاقية جدة بن امللك عبد العزيز وبريطانيا 27( مايو ..)1927 أما عالقات اململكة الدبلوماسية الكاملة مع الواليات املتحدة فقد تأخرت حتى عام ،1940 بل وتأخر افتتاح أول ممثلية أمريكية في الظهران حتى عام !1944 إال أنه: في عام 1938 جرى غلق مقر البعثة الدبلوماسية الروسية في جدة بعد استدعاء أول سفيرين روسين لـدى اململكة (كريم حكيموف ونذير تورياكلوف) من قبل إستالن، حيث جرت تصفيتهما عـام ،1938 ومـن حينها انقطعت أقـدم صلة دبلوماسية مع واحدة من قوى العالم العظمى، حتى جرى استئناف العالقات بن البلدين 17( سبتمبر .)1990 بعد الحرب الكونية الثانية فرض التقسيم األيديولوجي للعالم بن معسكرين رأســمــالــي، بـزعـامـة الــواليــات املـتـحـدة األمــريــكــيــة.. واشــتــراكــي، بـقـيـادة االتحاد السوفيتي، بعدًا إستراتيجيًا للقطيعة الدبلوماسية بن البلدين. شهدت فترة الحرب الباردة 1945( - )1989 تأثيرا مباشرا على املنطقة، حيث ظهر انقسام العالم العربي منذ منتصف خمسينات القرن املاضي وحتى بداية سبعيناته، وكأنه صورة إقليمية لتقاسم القوتن العظمين الهيمنة على العالم. مما ال شك فيه أن عدم وجود اتصال دبلوماسي بن الرياض وموسكو، في هذه الفترة، كان له أثر كبير على تعقيد مشكلة الشرق األوسط، الذي وصل ألوج حدته في أربع حروب إقليمية بن العرب وإسرائيل .)1973 ،1967 ،1956 ،1948( بل قد ال نتجاوز الحقيقة، إذا زعمنا: أن هذه القطيعة بن البلدين، التي سبقت قيام إسرائيل بعشر سنوات ربما كان لها أثر مباشر على قيام إسرائيل، خاصة بعد أن تخلت الواليات املتحدة عن تعهداتها للملك عبد العزيز بعدم اإلقدام على ما من شأنه التعامل مع الواقع التاريخي والجغرافي لفلسطن دون التشاور مع