Okaz

مشاورات املادة الرابعة

- عيسى الحليان Alholyan@hotmail.com

استمعت للمؤتمر الصحفي الذي عقده «تيم كالني» املدير املساعد في إدارة الشرق األوسط وآسيا الوسطى ورئيس بعثة صندوق النقد الدولي لدى اململكة ملشاورات املادة الرابعة وذلك في الخامس من أكتوبر، والذي قام من خاله بإلقاء الضوء على الرسالة العامة لتقرير الصندوق حول مشاورات املادة الرابعة مع اململكة للعام 2017 وتقرير الخبراء. فـي بـدايـة املؤتمر أشــاد «كـالــني» بالتقدم الكبير الــذي أحـرزتـه اململكة لتحقيق إصاحات ،2030 ومـبـادرات تحقيق هـذه الـرؤيـة، وأشــار إلى أن برامج الضبط املالي بدأت تؤتي ثمارها في عدة جوانب، كتخفيض العجز وتحسني بيئة األعـمـال واملـسـاءل­ـة الحكومية، كما أشــار إلــى أن العجز املــالــي ســوف يقل عما كــان عليه فــي الــعــام املــاضــي والـــذي كان يشكل %17 من الناتج املحلي، حيث من املقدر أن ينخفض هذا العجز إلى النصف تقريبًا )%9( لهذا العام، لكنه أشار أيضًا إلى أنه وبالنظر النخفاض أسعار النفط فإنه ينبغي أن ال يكون الضبط املالي مفرطًا في السرعة لكي ال يضر بالنمو وال شديد البطء لكي ال يؤدي إلى زيادة الدين العام، ورغـم أن هذا كام عمومي، إال أنه أشـار بالتحديد إلى أن برنامج الــتــواز­ن املـالـي الــذي قــال عنه إنــه يسير فـي االتـجـاه الصحيح وإنه ربما يكون «أكبر» مما يجب، وبالتالي فهو ينصح بإعادة النظر بالبرنامج للعام 2018 ليكون أبطأ مما هو عليه بشكل أو بآخر، كما يرى بأن تحديد عام 2022 كهدف لتحقيق التوازن املالي في امليزانية يبدو أكثر «قربًا من املعقول بالنسبة لنا» كما قال، مذكرا بتباطؤ الناتج املحلي الحقيقي وبأقل مما كان عليه في العام املاضي، وأن الناتج العام للقطاع غير النفطي يقل أداؤه عما هو متوقع وإن كـان يسير بخطى جيدة. «كــالــني» عــرج على األجـــور ونــظــام الـخـدمـة املـدنـيـة ورأى أنـهـا تحتاج ملـراجـعـة شاملة ومعمقة، والـتـأكـد مــن أن جميع الـوظـائـف الحكومية تقدم الخدمات املطلوبة كما ينبغي، مؤكدا على ارتفاع تكاليف الخدمة املدنية قياسًا بالناتج املحلي. جوهر املوضوع في كل ما ذكره «كالني» يتعلق بميزان خفض اإلنفاق ورفع اإليـرادات بالنسبة لاقتصاد السعودي، وأن سرعة الوصول إلى نقطة الــتــواز­ن فــي املـيـزانـ­يـة الـسـعـودي­ـة ينبغي إطالتها بعض الشيء لكي ال تنعكس على النمو االقـتـصـا­دي للباد، وإن كنت أختلف معه بعض الــشــيء أيـضـا حــول هــذا املــوضــو­ع، فــالــذي ال يــدركــه «كــالــني» أن هذا التاريخ وإن كان هدفا، فقد ال تتحقق معه نقطة التوازن لصعوبة تحقيق األهــداف في اإلدارة الحكومية عموما قياسا بالخطة الزمنية املعتمدة، خاف أن هذا التاريخ يشكل فترة زمنية معقولة جدا لتحقيق هذا التوازن وليس وقتا مبكرا كما يرى، فقد صبرنا بما فيه الكفاية، ولكي ال نفقد املزيد من أصولنا املالية أو نستدين أكثر من الازم.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia