Okaz

املضرون بدين الله

- عبده خال Abdookhal2@yahoo.com

عندما يتحدث وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في روسيا عن فصل مجموعة من أئمة املساجد املتطرفني رافضا استمرار ضخ الكراهية بني الناس، إنما يؤكد أن بالدنا تقشع عن جلدها خطابا دينيا غطى على سمو الدين وجوهر الحب الذي جاءت به الرساالت السماوية عبر األزمان... والدراسات املتتبعة ألصول األديان وتطورها تكشف أن املنتفعني -عبر التاريخ- يبدلون ويغيرون في التشريعات بما يحقق لهم مكاسب دنيوية، وهؤالء املنتفعون يتحولون إلى سلطة يصعب اختراقها، إذ إنها تصبح املانحة واملانعة لكل ما هو دنيوي باسم الــلــه.. ومــع مــرور الـوقـت يصبح مجابهة هــذه الـقـوى السلطوية بحاجة إلى مقدرة ذاتية تؤمن بوجودها في االختيار.. ومفردة االختيار هي املفردة التي تقض مضاجع املتكسبني بالدين، إذ ال خيار مع التعاليم التي يسنونها بما يحقق مصالحهم، وهو األمــر املغاير ملـا أراد الله أن يكون عليه خلقه مـن حرية العيش دينيا وسلوكيا.. وثقافة الكراهية أضـرت كثيرا بالدين، وبـدال من التبليغ تحول الكارهون إلى وسيلة إجبار التباع اآلراء الفقهية التي لم تؤسس ألحكام قابلة للنقض وقابلة للمراجعة.. وكثير مـن األحــكــا­م الفقهية امللتبسة فـي تفسيرها مثل (الوالء والبراء والــردة وبـالد إسـالم وبـالد كفر ...و )...و قد حولت الدين إلــــى إجـــبـــا­ر يــســتــو­جــب مــحــاربـ­ـة املــغــاي­ــر وتــصــحــ­يــح معتقدات املوافق، فحدث تصدع بني فكرة الرسالة كجوهر وبني الفقه كآراء شخصية.. واآلن وفي هذا الزمن يمكن القول إن محصلة اآلراء الفقهية أدت إلى أضـرار جسيمة تم إلحاقها بالدين اإلسالمي كدين محرض على الكراهية ونبذ اآلخر، وأحيانا إلى تصفيته جسديا... وإذا آمنا أن الدين هو وسيلة محبة يصبح لزاما معاودة قراءة املعاش وتثبيت فقه الواقع، فكل األديان السماوية جاءت من أجل التوحيد والعمارة.. فكيف بأناس ال يثمنون إرادة الله ويقدمون إرادتهم على ما أراد الله.. الـلـه هــو الــســالم وحــني تـكـون التحية هــي الــســالم عليكم ينتفي معها أي كره أو إقصاء أو تدمير، ليحل األمان واملحبة... ومحاربة أصــحــاب الـكـراهـي­ـة يـغـدو واجــبــا ديـنـيـا وحـيـاتـيـ­ا ونــصــرة لدين الله.. هذه الحقيقة ما لم يؤمن بها بعض الدعاة والوعاظ والخطباء فلن يكون هناك تغير من ثقافة الكراهية إلى ثقافة الحب، بل سوف نظل في حالة تناسخ للكارهني والباحثني عن دمار البشرية.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia