Okaz

‪«d ??????? ÐË√‬

- ﻃﺎرق ﻋﻠﻲ ﻓﺪﻋﻖ

توقعاتنا عند سماع هذه الكلمة أن نجد «الحواديت» املوسيقية املشبعة بالدراما. وجرت العادة أيضا أن تحتوي على مقدار من الحب، والطمع، والنفاق، والـنـذالـ­ة، والـغـدر، والخيانة، واالنـتـقـ­ام.. انحطاط، وهــم، وغم. وفـي الغالب أن تكون نهايتها مـأسـاويـة، وأن تكون هناك امــرأة بدينة بصوت قوي تختم املوضوع برمته بالغناء وربما بالبكاء أيضا. ولكن في بعض األحيان يفاجﺌنا املصطلح ببعض القصص الغريبة وقـد اخترت لكم التالي: قـام النظام العراقي في نهاية السبعينات املـيـالدي­ـة بـشـراء مفاعل نــووي فرنسي كـجـزء مـن تطوير برنامﺞ طموح يهدف إلى توفير الطاقة النووية لﻸغراض املدنية. وعكف على تسخير أحدث التقنيات لتنمية املنظومة، ووفــرت فرنسا املفاعل والـخـبـرا­ت الفنية املؤهلة للدعم الـتـقـنـي. وانـتـشـر الـخـبـر ضـمـن األوســــا­ط املتخصصة أنــه ربـمـا هـنـاك نــوايــا عسكرية خلف هذه املبادرة. ووجـد الكيان الصهيوني فرصة لضرب العرب، فاختلق قصصا عن النوايا العسكرية للمفاعل النووي؛ يعني اعتبر املوضوع ضمن «أسلحة الدمار الشامل». ووضع إمكانياته املختلفة للتصدي لذلك، وفي املقدمة كالعادة كان جهاز االستخبارا­ت املـعـروف باسم «املــوســا­د». ولكن قبل الـخـوض فـي نشاطهم فـي فرنسا ملقاومة هذا التحدي النووي ال بد من ذكر معلومة مهمة لها عالقة باملوضوع. عند اإلطـاحـة بشاه إيــران محمد رضـا بهلوي عـام ٩٧٩١ من الخميني، تم تعليق صفقة طــائــرات حـربـيـة مـتـقـدمـة جــدا مــن الــواليــ­ات املــتــحـ­ـدة. وبـالـتـحـ­ديـد فـكـانـت لــشــراء ٠٧ طائرة من طراز إف ٦١ الشهيرة باسم «الصقر»، وهي مقاتلة من صنع شركة «جنرال ديناميكس» األمريكية. كانت إيــران هي أول دولـة خـارج الـواليـات املتحدة ستحصل عليها. وكـانـت مـن أوائـــل طــائــرات الجيل الثالث مـن املـقـاتـا­لت ذات الــقــدرا­ت القتالية املتقدمة جدا. و«اتلبشت» الشركة املصنعة بطلبية إيران املتعثرة. وهنا رأت إسرائيل فـرصـة سهلة لتحديث أسـطـولـهـ­ا الــجــوي فاغتنمتها وحـصـلـت عـلـى ٠٥ طــائــرة من الصفقة اإليرانية «املبنشرة». ولنعود للمفاعل العراقي فقد قامت فـرق من املوساد بمجموعة عمليات في ضاحية «سفريه» خارج باريس، حيث يقع مقر وكالة الطاقة الذرية الفرنسية. وشملت أوجه الفساد بأطيافه املختلفة: تجسس، ومحاوالت رشوة، وتشويه سمعة علماء، واستخدام العسل )أي العنصر النسائي(، واإلرهاب، واالغتياال­ت لبعض العلماء. وكانت هـذه مجرد البدايات غير املعلنة. وعلى صعيد آخـر فقد تم التخطيط لعملية «أوبرا» وهي غارة جريﺌة كانت مخططة لتقوم بها ثماني طائرات من طراز إف ٦١ تحرسها ست طائرات من طراز إف ٥١ من قاعدة «اتزيون» في شرق سيناء املحتلة آنذاك لتضرب املفاعل في بغداد ثم العودة. وكانت عملية صعبة فلم تكن هناك إمكانيات للتزود بالوقود جوا لتلك القوة الجوية الضاربة. وكان الوقود الذي حملته الطائرات يكاد ال يكفي لرحلة الذهاب واإلياب وطولها نحو ٠٠٠٢ كيلو متر. وهنا سأذكر معلومة جانبية وهي أن الطيار الذي خطط ملوضوع الوقود كان اسمه «ايـالن رامــون». وكان أول من نادى باستخدام تعبﺌة الطائرات بالوقود قبل إقالعها مباشرة ومحركاتها عاملة على املدرج، وكانت مبادرة خطيرة لتزويد الطائرات بأكبر كمية مـن الــوقــود. وأصـبـح هــذا الـرجـل أول رائــد فضاء إسرائيلي فصعد على املكوك الفضائي األمريكي «كولومبيا» عام ٣٠٠٢، ولكنه توفي وجميع طاقم تلك املركبة عند عودة املكوك إلى األرض في كارثة فضائية كبرى. والغريب أن ابنه «آساف رامون» مشى في خطى والــده فأصبح طيارا حربيا مقاتال على نفس طائرة إف ٦١ ثم توفي في حادث تحطم طائرته في سبتمبر ٩٠٠٢. ولنعود لﻸوبرا فنجد أن الغارة حققت هدفها فضربت املفاعل ودمرته بالكامل وقتلت ١١ مدنيا أحدهم فرنسي. للتواﺻﻞ أرسﻞ sms إلى 88548 االتصاالت 636250,‬ موﺑايلي, ‪738303 زيﻦ تبدأ ﺑالرمﺰ 122 مسافة ثﻢ الرسالة

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia