أجندات مشبوهة.. وتزييف للحقائق
غوتيريس السياسي الثائر الــذي انقلب على الـتـاريـخ، منذ أن جلس على كرسي األمــــــم املـــتـــحـــدة، بــــات عـــرضـــة للتشكيك بـــنـــزاهـــتـــه وحـــيـــاديـــتـــه حـــتـــى فــــي مهام مــنــصــبــه، وبــــات الــكــل يـتـهـمـه بــأنــه جزء رئيسي من املشكلة وليس جزءا من الحل عــلــى اإلطــــــالق. وأصـــبـــح وضـــع املؤسسة الــــدولــــيــــة غــــرقــــا فـــــي الـــعـــمـــل السياسي الــالأخــالقــي بــعــد الــتــقــريــر املــضــلــل الذي أصــــدرتــــه عــــن الــتــحــالــف الـــعـــربـــي لدعم الشرعية في اليمن. لـعـب غـوتـيـريـس دورا مــنــحــازا فــي ملف الـيـمـن مـنـذ انــــدالع األزمــــة مـخـالـفـا بذلك جــمــيــع عــــواصــــم الــــقــــرار الــــدولــــي ودول العالم كـافـة الـتـي صفقت طـويـال مرحبة بانطالق التحالف العربي لدعم شرعية اليمن ومواجهة أجندات مشبوهة تسعى إلدخـــــــــال املـــنـــطـــقـــة فــــي غـــيـــاهـــب الحرب السوداء. ومــــا زال الــجــمــيــع يــشــكــك فـــي دور األمم املــتــحــدة فـــي الــيــمــن، مـــع وضــــع عالمات اســتــفــهــام كــبــرى عــلــى ســجــلــه الوظيفي وهــو ينتهج ذات الـنـهـج الـــذي انتهجته األمــم املتحدة في الـسـودان عندما دفعت بمنظمة العفو الدولية التي كانت ترسا فــي مـاكـيـنـة الــحــرب النفسية عـلـى نظام عــمــر الــبــشــيــر، لــتــقــدم التقارير املضللة ضـــد الــــســــودان خـــدمـــة لــحــركــات التمرد واالنفصال في دارفور والجنوب. وضمن هــذا السياق يعمل األمــن الـعـام ويكشف بعض املؤامرات التي يقوم بها من طبيعة مــن يـخـتـارهـم كممثلن مبعوثن لأمم املـتـحـدة إلــى مـنـاطـق الــنــزاع فــي مناطق مختلفة مـن العالم إذ يفتقدون النزاهة واملصداقية ويعتمدون التقارير املضللة والكاذبة التي تنفذ عبر الــدور الغامض لـأمـم املـتـحـدة. إن أخـطـر مــا يسعى إليه غوتيريس من عمليات التضليل وتزييف الحقائق هو شرعنة االنـقـالب في اليمن وهــو مــا شـجـع الـحـوثـيـن عـلـى التمادي في إرهابهم حتى وصلت األمــور إلـى ما وصلت إليه. ما فعله األمــن العام لأمم املتحدة بشأن التقرير الخاص بالتحالف الـعـربـي لـدعـم الشرعية فـي الـيـمـن، أنهى صــالحــيــتــه الــســيــاســيــة والدبلوماسية، وأفــــرغ األمـــم املــتــحــدة مــن األهـــــداف التي نشأت من أجلها، ولـم يعد أحـد يثق فيه إذ أصبح غوتيريس كعصفور بلله املطر، أو هو كطائر نتفت الصقور ريشه حتى بات يوصف بـ«الرجل املريض».