طرق ملتوية في مترير أموال املساعدات لالنقالبيني
رغم اإلمكانات الهائلة واألموال التي استطاع أمن عــام األمــم املتحدة أنطونيو غوتيريس الحصول عليها مــن الـــدول املـانـحـة فــي املـؤتـمـر املـنـعـقـد في جنيف أواخـــر أبـريـل املـاضـي إلغـاثـة الـيـمـن، إال أن الفشل الـذريـع الحــق إدارة تلك األمـــوال، مـا أصاب الشعب اليمني بخيبة أمل عميقة، خصوصًا بعد أن تــحــولــت تــلــك األمـــــوال إلـــى خــزائــن امليليشيات االنــقــالبــيــة لـتـسـتـخـدمـهـا فــي الــحــرب الــتــي تشنها على اليمنين. وتعتمد امليليشيات االنقالبية في تمويل عملياتها العسكرية على أموال اإلغاثة التي تقدمها لها األمم املتحدة، أو تلك التي تأتي عبر اختيار املنظمات األمـــمـــيـــة لــلــطــرق واملـــنـــافـــذ الـــتـــي يــســيــطــر عليها الحوثيون مما يعرضها للنهب. ويــؤكــد الـيـمـنـيـون أن األمـــم املــتــحــدة لــم تــقــدم منذ انــــــدالع الـــحـــرب أي مـــعـــونـــات إغـــاثـــيـــة أو دوائية لــلــمــتــضــرريــن مــــن الــــحــــرب، بــــل يــشـــاهــدونــهــا في املـحـالت التجارية والـسـوق الـسـوداء تباع مـن قبل تجار حوثين بأسعار باهظة الثمن، ويرون أيضا أن األمــم املتحدة منذ تـولـي رئاستها غوتيريس، اعــتــمــدت سـيـاسـة أكــثــر فــســادًا تــتــواءم مــع سياسة الحوثين واملـخـلـوع املعرقلة للعملية السياسية والــهــادفــة إلـــى إطــالــة أمـــد الــحــرب وقــتــل مــزيــد من الشعب اليمني. في موازاة ذلك، أفاد مراقبون يمنيون أن مبلغ 1.1 مليار دوالر الــذي حصلت عليه األمــم املتحدة من املـانـحـن فـي جنيف ذهــب أدراج الــريــاح، ولــم يعد على الشعب اليمني إال بمزيد من املعاناة والجوع وازديـــاد الـجـرائـم الحوثية، وأضــافــوا أن مـا حدث مـن صــراع فـي وزارة الصحة اليمنية بـن قيادات االنـقـالب وطـرد ممثل منظمة الصحة العاملية من قـبـل الـحـوثـيـن أثــنــاء عـمـلـيـة تـسـلـيـم بـعـض املواد اإلغاثية األسبوع املاضي، أكبر دليل على الطرق امللتوية التي تعتمد عليها األمم املتحدة في إدارة مشاريعها بالشراكة مع تلك القيادات التي تتسابق لجني األرباح واملكافآت الدولية واألممية. وأفـــــادوا أن حــادثــة وزارة الـصـحـة لـيـسـت األولى، فـــهـــنـــاك حـــــــوادث كـــثـــيـــرة ومـــتـــعـــددة انـــتـــهـــك فيها الــحــوثــيــون الــقــوانــن الــدولــيــة وتـــاجـــروا باألدوية املخصصة للكوليرا وأجبروا املرضى على شرائها من السوق السوداء. وبناء على ما تقدم، ثمة أسئلة تطرح نفسها: ملاذا تخلت األمم املتحدة عن مسؤولياتها تجاه الشعب الــيــمــنــي اإلنــســانــيــة واإلغـــاثـــيـــة مــنــذ تــولــي األمن العام الجديد؟ وما هي األسباب وراء توقف عملية البحث عن حلول سياسية ترغم امليليشيات على االنصياع لإلرادة الدولية املتمثلة في القرار 2216 ؟ وما مصير أموال مؤتمر املانحن في جنيف؟.