«تسونامي اللجوء».. يطارد السكرتير الدولي

قد تخفي تقارير األمن العام لأمم املتحدة أنطونيو غوتيريس، الكثير من الحقائق والوقائع عن القضايا ومـــنـــاطـــق الــــنــــزاع فـــي الـــعـــالـــم، ال بـــل قـــد تــقــلــب هذه الـتـقـاريـر الــوقــائــع رأســـًا عـلـى عــقــب، فيصبح األسود أبـيـض واألبــيــض أســـود، لكن حقيقة واحـــدة ال يمكن ألي تقرير أمميا كــان أو إقليميا، رسميا أو خاصا، وهــي أن املرحلة التي شغل فيها غوتيريس منصب مـفـوض األمــم املتحدة الثاني لـشـؤون الـالجـئـن، هي الفترة الــســوداء بتاريخ الـكـرة األرضـيـة عـن الالجئن ومآسيهم. مــن عــام 2005 حـتـى عــام 2015 هــي الـفـتـرة الزمنية الــتــي تــولــى فـيـهـا غــوتــيــريــس مـنـصـبـه فــي مفوضية الــالجــئــن، عــشــر ســنــوات كــانــت كـفـيـلـة أن تـسـجـل في التاريخ أكبر حركة نزوح ولجوء يشهدها العالم من سورية حيث املأساة الكبرى ومالين الالجئن الذين طرقوا أبـواب أوروبــا واألمريكتن على شكل موجات بشرية هي أشبه بالطوفان أو كما يحلو البعض أن يسميه «تسونامي اللجوء». وكذلك العراق بداية من األنبار، فبغداد وصوال إلى املوصل وما قبلها األقليات املدهوسة بمؤامرات اإلرهاب ومن يموله، فأفغانستان حيث يعجز اللسان عن الكالم وانتهاء ببورما وأقلية الروهينغا وما حصل لها من قتل وتعذيب وتهجير في أسوأ صور اللجوء يمكن لإلنسانية أن ترصدها. تلك هي إنجازات العزيز غوتيريس، مالين الالجئن ومــاليــن خـيـم الــنــزوح ومــاليــن الـحـصـص الغذائية التي ال تصل إلى النازحن ألن مفوضيته السامية غير قادرة على نجدة املظلومن. من بوابة الالجئن والفشل الذريع فيها، كان الوصول إلى سدة األمانة العامة لأمم املتحدة وهنا ال بد أن ال نغفل أن الطبع يغلب التطبع، فالفشل في إدارة ملفات الـالجـئـن والـنـازحـن ال يمكن أن يـؤسـس لنجاح في املؤسسة األم، فالنجاح عدوى كما الفشل إن تلبس حالة أو إنسانًا سـار معه حتى النهاية. تقاريرغوتيريس يــبــدو أنــهــا ال تصنع فــي خيمة نـــزوح وال تكتب عن مـآسـي الـشـعـوب، بــل يـبـدو أن مــن يصيغها ليس من ينتصر للضحية بل يصيغها الجالد نفسه.