جتارة الدم
جــمــيــل أن يــتــحــول الــلــقــاء األســبــوعــي ألمــيــر املــنــطــقــة باملسؤولني واألهالي إلى منتدى لنقاش القضايا املختلفة التي تهم املجتمع، وقــد حــرص أمــيــر منطقة جــــازان األمــيــر محمد بــن نــاصــر بــن عبد العزيز على استمرار هذا اللقاء منذ قدومه إلى املنطقة، وأؤكــد أن ما يتم خالله من حوار ونقاش يتسم بالشفافية والصراحة وإعطاء الفرصة لكل اآلراء باحترام وتقدير، وقد انبثقت من هذه اللقاءات أفـكـار بـنـاءة لكثير مـن املـشـاريـع االجتماعية والخدمية والخطط املستقبلية للمنطقة. مـسـاء (الــثــالثــاء) املـاضـي كــان مـوضـوع الـلـقـاء، ظـاهـرة املبالغة في الديات التي طرأت على مجتمعنا بشكل ملفت، وقد تحدث عنها عدد من الفضالء من أعضاء لجنة إصالح ذات البني في املنطقة، وأفادونا بالجهود التي يقومون بها وما توصلوا إليه من استنتاجات عن أســبــاب الــظــاهــرة وكـيـف تـعـامـلـوا مـعـهـا، وكــانــت مـعـلـومـات مفيدة ومطمئنة أيضا، ألن الظاهرة ليست منتشرة في املنطقة والحاالت القليلة التي تعاملوا معها لم تصل إلـى املبالغ الكبيرة التي نقرأ عنها في أماكن أخرى، وانتهى الحوار بمداخالت بناء ة تؤكد رفض الجميع للمتاجرة بالدماء والتكسب منها. والحقيقة أن هذه الظاهرة التي ال نعرف كيف نشأت في مجتمعنا وانتشرت فيه، تمثل تدنيًا شديدًا في اإلنسانية واألخـالق واحترام النفس البشرية التي كرمها الله وجعلها أغلى من كل شيء، ويصاب اإلنـــســـان بــالــتــقــزز عــنــدمــا يــقــرأ فـــي الــصــحــف أو مـــواقـــع التواصل االجــتــمــاعــي تــوســالت الــبــعــض إلكــمــال مــبــالــغ الـــديـــات الــتــي يفوق بعضها عـشـرات املــاليــني، ألنــه مـحـزن جــدًا أن يتحول دم الضحية إلى وسيلة للكسب ترهق أسـرة الجاني وتذلهم، وتسبب انفصاما في العالقات االجتماعية، وتعكس صورة سيئة عن مجتمعنا لدى اآلخرين. إن علينا وأد هذه الظاهرة بكل الوسائل املمكنة، وتثقيف املجتمع بنتائجها السلبية، وبعدها عن القيم اإلنسانية واألخالق السامية، وهذه مسؤولية الجميع.