القرار األول ملدير املرور اجلديد !
لــم أعــد أتحمس كثيرا عند تعيني مـديـر جـديـد للمرور، فــاملــديــرون يتعاقبون، واملـشـكـات املــروريــة بـاقـيـة، حتى إنــنــي بــــدأت أشــعــر بـــأن املــعــضــات املـــروريـــة مستعصية عــلــى الـــحـــل! مـــا يـجـعـلـنـي أكـــثـــر حـــيـــرة هـــو أنـــنـــي عرفت شخصيا جميع املديرين السابقني واطلعت على أعمالهم وملــســت جــهــودهــم وشـــعـــرت بــطــمــوحــاتــهــم، لــكــن ذلــــك لم يكن كافيا لحلحلة املشكلة املــروريــة، فأين يقع الخلل؟! هـل هـو فـي اإلمـكـانـات املــاديــة أم فـي الــكــوادر البشرية أم فـي الحوافز املـالـيـة؟! لـن أشعر بـأي تطور فـي أداء املرور ما دام قطع اإلشــارات املـروريـة يجري تحت سمع وبصر رجــال الــدوريــات املنشغلني بهواتفهم، ومــا دامــت حرمة مـواقـف ذوي االحـتـيـاجـات الخاصة تنتهك دون حسيب وال رقـيـب، ومــا دام دور بعض رجــال املــرور عند مداخل الطرق تضييقها، أو الوقوف موقف املتفرج على االعتداء على حــق الـطـريـق، ســواء باقتحام املــســارات عند مقدمة اإلشــــارات الضوئية أو اسـتـخـدام أكــتــاف الــطــرق دون أي احــتــرام اللــتــزام السائقني اآلخــريــن! أعـلـم أن جـــزءا كبيرا من مشكاتنا املـروريـة متعلق بخلل في تخطيط الطرق والسامة املروية، وأن ذلك يرتبط بعدة جهات كاألمانات والبلديات ووزارة النقل، لكن ذلـك ال يعفي املــرور من أن يكون «ساهرا» يمنح مخالفاته لتقاعس الجهات األخرى في تحقيق معايير ومتطلبات انسيابية وسامة الحركة املــروريــة! أخــيــرا يحز فــي خــاطــري أن أستقبل مـديـر عام مرور اململكة وكذلك مدير مرور الرياض الجديدين بهذا املقال املكدر للخاطر، لكنني أنصحهما أن يكون أول قرار يتخذانه: منع رجـال املـرور امليدانيني من حمل هواتفهم النقالة أثناء العمل!.