غوتيريس.. عاجز في احلل والترحال
تجاهل قضايا العرب.. وذهب لزيارة «القبعات الزرقاء» في أفريقيا
يتحرك أنطونيو غوتيريس حائرا مترددا يحمل عجزه وفشله فـي الحل والـتـرحـال، سياساته األممية باتت تهدد املجتمع الدولي بالعودة إلى شريعة الغاب.. لم يستفد بعد من دروس اإلخفاق، وبدا يتصرف وكأنه في عالم آخر، ينصت فقط ملن ينجحون فــي استقطابه وخــداعــه، مستغلني ضعف خبرته واندفاعه وتسرعه، واعتماده على فريق مشكوك في انتماء اته وتوجهاته. غوتيريس الــذي قــرر أخـيـرا زيـــارة أفريقيا الــوســطــى، فــي وقـــت يــوشــك عــلــى تجديد مهمة قــوة األمـــم املـتـحـدة الـبـالـغ قوامها 12500 عــنــصــر، زعــــم أمــــس أن وجــــوده مـع قــوات حفظ الـسـالم، فـي بيئة خطرة «بادرة تضامن»، وهو يعي جيدا أن وجـــود بــــادرة انـشـقـاق في هذه الجمهورية التي تعيش أزمـــــــة مـــأســـويـــة ومنسية، ولـيـسـت فــي أجــنــدة األمم املــــــتــــــحــــــدة، خصوصا أن الـــزيـــارة هــي األولى ملــهــمــة حــفــظ ســــالم منذ توليه مهماته في األول من يناير .2017 زيـــــــــــــــــارة غــــوتــــيــــريــــس لـــجـــمـــهـــوريـــة أفريقيا الــوســطــى، قـبـل أسابيع مــــن الـــتـــمـــديـــد املرجح ملهمة املنظمة األممية املــســتــمــرة مــنــذ ،2014 ال تحمل حـلـوال فــي وقت تنهمر االنتقادات على هذه املهمة، التي تتهم بالسلبية وأحــيــانــا حـتـى بـــالـتـواطـؤ في مـــواجـــهـــة املـــجـــمـــوعـــات املسلحة، كــــذلــــك تـــتـــعـــرض لـــســـيـــل مـــــن االتــــهــــامــــات بــالــتــورط فــي اعـــتـــداءات جـنـسـيـة؛ فــفــي حزيران ،2017 أعـيـد أكـثـر مـن 600 جـنـدي مـن الكونغو ـ برازافيل إلى بالدهم، إثر اتهامات بارتكاب اعتداءات جنسية وأعمال تهريب مختلفة. قوات حفظ السالم أو أصحاب «القبعات الزرقاء» فشلت في عهد غوتيريس أيضا بسبب عجز الرجل وتخبطه في اليمن والعراق ولبنان وفلسطني وليبيا وبورما وغيرها، وإذا كانت اإلخفاقات املتتالية هي العنوان الرئيس الذي يتصدر نشاط املـنـظـمـة خـــالل الــســنــوات األخـــيـــرة، إال أنــهــا فــي عـهـد أمينها الحالي دخلت غرفة اإلنعاش مريضة عاجزة تعاني سكرات املــوت، وظــن غوتيريس أنــه إذا اتهم قــوات التحالف العربي لـدعـم الـشـرعـيـة باليمن بـمـا لـيـس فـيـهـا، فـإنـه سيعيد إحياء الجثة الهامدة. وقد ظهر ذلك واضحا وجليا في التقرير املضلل حول التحالف العربي، متجاهال التدخالت اإليرانية واملمارسات الال إنسانية لالنقالبيني الحوثيني، وخرقهم مليثاق األمم املتحدة. وعلى درب الخضوع لإلمالء ات الدولية، واألجندات اإلقليمية التي تضعها دول لها أطماع خاصة في املنطقة العربية سار غوتيريس وأصبح كـ«الدمية» في يد العصابات وامليليشيات والجماعات اإلرهابية؛ ما أفقد املنظمة استقاللها وحيادها، وورطها في النزاع اليمني بما تبثه أجهزتها من تقارير وهمية وبيانات انتقائية غير موثوقة، قوبلت باستنكار واستياء عامليني كبيرين، وهو ما اعتبره خبراء القانون الدولي خطوة غير محايدة وانحيازا كامال لطرف على حساب آخر في األزمة اليمنية، وتخبطا واضحا في سياسات املنظمة، وخلال كبيرا في منهجية إدارة غوتيريس للصراعات الدولية.