b¹b'« UF U'« ÂUE½

بداية لي أن أتساء ل عن مصير نظام الجامعات الذي درس ونوقﺶ في مجلس الشورى قبل أكثر من عشر سنوات، وملاذا وضع على الرف طوال هذه الفترة، وما الفرق بينه وبني النظام الجديد الذي تشير الوزارة إلى أنه على وشك اﻹصدار؟ ملاذا خسرنا كل هذه الفترة في ﻇل سيادة نظام جامعي مـــركـــزي ومــعــقــد كــــان ومــــا يـــــزال يــعــتــبــر رئـــيـــس مجلس الجامعة هو الوزير ويعطي سلطة اعتماد تعيني عميد للكلية أو فتﺢ قسم فيها أو املوافقة على ترقية أستاذ أو تمديد خدمة عضو هيئة تدريس ملعالي الوزير ومجلس التعليم العالي! ال يهمني ما يطرح وما يقال اليوم حول النظام الجديد وإنـه سوف يمنﺢ الجامعات استقاللية حقيقية، ويسهم فـي تخفيف البيروقراطية ويعمل على ترشيد اﻹنفاق في الجامعات إلـخ ما جـاء في مسودة هـذا النظام، الذي يجب أن ال نتعجل في الحكم عليه قبل صــدوره، ثم إننا قبل ذلك نحتاج أصال إلى نظام عام وشامل للتعليم (قبل نظام الجامعات) يمنﺢ الحرية األكاديمية ويوفر مناخًا أفضل للتعليم العام والجامعي ويعطي تراخيص لبعض مؤسسات التعليم الجامعي األجنبية املتميزة ويسمﺢ بوجود مؤسسات االعتماد األكاديمي املستقلة ويخرج مركز «قياس» من قبضة التعليم العالي كمؤسسة مستقلة ليس من الضرورة أن يـرأس مجلس إدارتــه الوزير نفسه وأن يــصــدر تـقـاريـر دوريــــة ومــحــايــدة عــن نـتـائـﺞ فحص مخرجات الجامعات ويفعل دور هيئة التقويم التعليمي، وهــذه أمــور لـو تحققت ســوف تسهم فـي رفــع التنافسية بني الجامعات (حتى بدون النظام الجديد) والذي ال أشك لحظة بأننا بأمس الحاجة وإن كنت لست مقتنعا بأن الوزارة لن تنفض يدها من الجامعات كما يتصور بعض من كتب عن النظام الجديد على األقــل على طريقة املثل الشعبي «خذ الجربوع وذنبه بيدي»، لكن ما هو أهم من ذلك اليوم هو أن تعليمنا وإنفاقنا من دون قياس وهذه أولوية سابقة لﻐيرها فكفاءة نظام التعليم العالي تكمن في املخرجات، والتكاليف ومعامل االرتباط بني االثنني، وحـــاصـــل نــتــائــﺞ هــــذه املــعــادلــة لـــن يـتـحـقـق بــالــســلــب أو اﻹيجاب بمعزل عن نظام إطاري وشمولي للتعليم.