إعفاء لولو من منصبها بناء على طلبها

الجهات الحكومية فـي العالم تعني وتــدرب وتختبر وتعفي وتحيل للتقاعد من تراه غير صالح للعمل، وتعفي من يبدي عدم قدرته على االستمرار بناء على طلبه، هذا كله أمر طبيعي وجميل جدا، لكن املبالغة في احترام الرغبات أو توقع القدرة على تحديد الرغبة يصل حدا مبالغا فيه جدا عندما يتعلق األمـر بإحدى موظفات وكالة االستخبارات األمريكية، فيقال إننا (احترمنا) القرار الذي اتخذته ملستقبلها و(رغبتها) في عــدم االســتــمــرار فـقـررنـا إعـفـاءهـا مــن الـعـمـل، وهـــذا مــا ذكرته محطة )CNN( نقال عن وكالة االستخبارات األمريكية ،)CIA( وكانت عدة تغريدات للوكالة عبر حسابها الرسمي في (تويتر) قد أعلنت للعموم أن لولو أبدت عدم رغبتها في العمل وبناء على ذلك أعفيت. ولولو هذه هي كلبة ســوداء تم تدريبها لعدة أشهر على شم املتفجرات، لكنها ورغم كل املحفزات من أكل ولعب فشلت في اجتياز مرحلة )K9( من االختبارات، مبدية عدم رغبة في شم املتفجرات، فتمت املوافقة على أن يتبناها أحد املدربني ككلبة منزل تداعب األطفال وتشم األرانـب، واعتراضي الوحيد على صياغة الخبر هــو عــبــارة أنـهـا اخــتــارت مستقبلها ونحترم رغـبـتـهـا!، فـهـذه الـحـيـوانـات يـنـمـى ذكــاؤهــا بـالـتـدريـب لكنها ال تعقل وال تملك خـيـارا، ويفترض أنـه تـم طـردهـا مـن العمل لقصور استيعابها للتدريب، كما ذكرت مصادر أخبار أخرى مثل (الواشنطون بوست). دعـنـا مـن األمـريـكـان ومبالغاتهم فـي احــتــرام وتقدير رغبات الحيوانات، فلدينا أمـر إنساني أهــم، والـشـيء بالشيء يذكر، فحسب شكوى أثرتها في برنامج 99 منذ مدة ونشرتها في هـذه الصحيفة منذ سنوات وآخـرهـا بعنوان (زوبـعـة فنجان الجمارك) في 28 صفر 7341هـ، فإن موظفي الجمارك بوظيفة سائس وسيلة حية بقسم الوسائل الرقابية، وأغلبهم يعمل كسائس لكالب كشف املتفجرات واملــخــدرات، كانوا يشتكون، في زمن اإلدارة السابقة إدارة معالي األستاذ صالح بن منيع الخليوي، من عدم الترسيم وضعف الرواتب ومشاركة إداريني لهم فـي املـكـافـآت وتعرضهم لخطر اعــتــداء الـكـالب والعدوى دون بدل خطر وبتعويض بمبلغ صغير مقطوع عند اإلصابة ال ينسب لخطورة اإلصابة وآثـارهـا ونتائجها!، ومطالبتهم بــالــســكــن والــنــقــل بــالــقــرب مـــن إقـــامـــة أســـرهـــم، وغــيــر ذلـــك من مطالبات مستحقة لهؤالء الذين يعتبرون خط دفاع أساسيا ورئيسا. هـل حققت اإلدارة الحالية بـقـيـادة معالي األســتــاذ أحـمـد بن عبدالعزيز الحقباني بعض مطالبهم أو استمعت لرغباتهم؟! أرجو ذلك.