جدة: «الصواري».. بدائي ينتهك رقي أبحر
احلي احلديث يعاني نقصًا حادًا في اخلدمات األساسية
يظهر التناقض بجالء في حي الصواري (الجمجوم سابقا)، فما أن تعرف أنه يقع في منطقة أبحر الشمالية الراقية فــي جــدة، حتى يـتـبـادر إلــى ذهـنـك صــورة زاهــيــة عن األحياء النموذجية الحديثة التي تحظى بخدمات راقية ومتكاملة، لكن بمجرد دخولك الحي، والتجول في أروقته تصطدم بواقع مرير، تتمثل في العشوائية الــطــاغــيــة عــلــى املــــكــــان، ونـــقـــص حــــاد فـــي الخدمات التنموية األساسية مثل سفلتة الطرق وإنارتها، فضال عن تدني مستوى النظافة واإلصحاح البيئي. وحني يئس السكان من تحرك الجهات املختصة لاللتفات لحيهم، بـاتـوا يسلون أنفسهم بترديد املثل الشعبي «الصيت وال الغنى» فـأن يكون معروفا عنك الغنى أفضل من أن تكون غنيًا بالفعل!. ويرجو السكان من أمانة جدة وشركة املياه الوطنية االهـتـمـام بحيهم ورفـــده بـمـا يحتاجه مــن خدمات، وإنهاء جميع املنغصات التي تعترضهم في حياتهم اليومية، كانتشار املستنقعات وتحولها إلى بؤر للروائح الكريهة واألمــــراض، فضال عـن تـزايـد الـكـالب الـضـالـة، الـتـي تشكل خطرا عليهم، إضافة إلى أن الطرق الترابية املتهالكة تنثر الغبار، ناشرة األمراض التنفسية بني السكان. واسـتـهـل أحـمـد عطية آل جـابـر الـحـديـث عــن معاناتهم في الصواري مشيرا إلى أنها تبدأ بدخول الحي عبر طـريـق املـلـك سـعـود الــذي يفتقد للسفلتة والصيانة والــلــوحــات اإلرشــــاديــــة، مــا يـجـعـل الــســيــر عليه نــوعــا مـــن املـــجـــازفـــة، بـــني الــشــاحــنــات التي تتحرك فيه بحرية ودون قيود. وقال آل جابر:«كثيرون يعتقدون أن الصواري ينعم بالخدمات الثانوية، وتنتشر فيه الحدائق واملرافق الترفيهية، بمجرد أن يعرفوا أنه يقع في أبحر الشمالية، لكن الواقع غير ذلك، فالحي الحديث يفتقد للخدمات األساسية، وتطغى عليه العشوائية، وارتفاع نسبة التلوث البصري»، منتقدا افتقاد شوارع الحي للسفلتة واإلنارة، فانتشرت فيها الـحـفـر واألخـــاديـــد، الــتــي أتــلــف املــركــبــات، فـضـال عن الظالم الذي يخيم على الصواري، بغروب الشمس، ما يوفر بيئة مالئمة لضعاف النفوس. وتساءل بالقول:«ال نعلم متى تتحرك الجهات املعنية للوقوف على مطالبنا والنظر فيها بعني املسؤول؟!، طموحاتنا ليست مستحيلة، فنحن نريد الخدمات التي حصلت عليها األحياء املجاورة، مثل السفلتة واإلنارة، ومعالجة مشكلة املياه الجوفية». وســـــرد عــبــدالــلــه الــقــرنــي جــمــلــة مـــن املـــعـــوقـــات التي تعترضهم في الصواري من تهالك الطرق وافتقادها للسفلتة، إضافة إلى غياب اإلنارة، فما إن يجن الليل، حتى يصبح الحي موحشا ومخيفا، وال تــبــصــر مــــا يــعــتــرضــك فــــي الشوارع الداخلية، من الحفريات التي تنتشر فيها وبكثافة. ورأى عــلــي الــقــحــطــانــي أن الـــــصـــــواري سقط ضحية إلهمال وتجاهل أمانة جـدة، التي لم تــرفــده بـالـخـدمـات التنموية األســاســيــة، فالطرق متهالكة وترابية بال سفلتة، مستغربا تزايد أعداد الكالب الضالة. وطــالــب الـقـحـطـانـي شــركــة املــيــاه الـوطـنـيـة التحرك بجدية لعالج مشكلة املياه الجوفية التي يعاني منها املخطط، مبينا أن املستنقعات تنتشر بكثافة في الشوارع وغدت تصدر لهم الروائح الكريهة والحشرات واألمراض. وحــــذر الـقـحـطـانـي مــن تـفـشـي حــمــى الــضــنــك وهـــو يـــرى البعوض يتكاثر وبكثافة حـول البحيرات الـراكـدة، مشددا على أهمية إيجاد الحلول الجذرية لها ومعالجتها. ونبه تركي الزهراني إلى خطورة املياه الجوفية على أســاســات املـسـاكـن، مــحــذرا مــن أن تـــؤدي إلــى نخرها وتسربها إلى خزانات الشرب. ووصف الزهراني حال الصواري بأنه «مزر» وبحاجة لـخـطـة إنــقــاذ عــاجــلــة، قــبــل فــــوات األوان، الســيــمــا أن الوضع يتدهور فيه يوما بعد آخر. وأعرب ناصر الغامدي عن مخاوفه من تزايد أعداد الكالب الضالة في الـصـواري، وأضحت تشكل خطرا بيئيا على السكان، مستغربا تكاثرها في منطقة تصنف بأنها من أرقى مناطق جدة. وشكا الغامدي من عدم وصول املياه إلى مساكنهم، إال عـبـر الــصــهــاريــج، مــشــددا عـلـى ضــــرورة إنشاء شبكة صرف صحي تخلصهم من تكاليف الشفط الـدوري، مناشدا شركة املياه الوطنية االلتفات إلى الصواري باهتمام.