بلغ «السيل» الزبى
ﺗﺤﻈﻰ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺷﺮﻕ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﺑﺘﻤﻴﺰ ﻳﻔﺮﺿﻪ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻜﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮﻣﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻬﺪ ﻛﺜﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻂ ﺷﺮﻕ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺑﻐﺮﺑﻬﺎ. ﻭﻳﻀﻢ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﺔ، ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ ﻃﻠﻴﻌﺘﻬﺎ ﺍﻹﺳﻔﻠﺖ ﻭﺍﻹﻧﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺼﺤﻲ، ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﺷﺮﻗﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻌﺮﻓﺎ ﻭﺷﻤﺎﻻ ﻋﺒﺮ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ، ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﻱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ، ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺁﻻﻑ ﻧﺴﻤﺔ. أهالي «السيل الصغير» تحدثوا عن معاناتهم من تواضع الخدمات، وسوء االهتمام من قبل الجهات املـسـؤولـة، مـع كثير مـن الــوعــود الـتـي لـم تـر النور حتى اللحظة. وقفت «عكاظ» في جولتها على آراء سكان الحي ألخذ انطباعاتهم وسرد اإلشكاليات التي تواجههم فــي حـيـاتـهـم الــيــومــيــة، وكــانــت الــبــدايــة مــع رجاء العتيبي الــذي قـال إنـه منذ أكثر من عشر سنوات ونحن نطالب بسفلتة الطرق دون أي تجاوب من أمانة الطائف، والشوارع جميعها ترابية ما جعل منازلنا تعج بالغبار، كما أن أحد الشوارع يخدم مقبرة السيل، إذ أصـبـح الــوصــول إليها عبر هذا الطريق غير املسفلت يشكل معاناة لذوي املتوفني أثــنــاء تـوجـهـهـم لـدفـنـهـم لــوعــورتــه، وتــابــع: أغلب الــشــوارع تحولت ملستنقعات مائية ساهمت في انتشار البعوض واألمراض والوبائية. وشـــارك فيصل العتيبي فـي الـحـديـث، مضيفا أن الحي تغيب عنه أعمدة اإلنارة، ليتحول إلى ظالم دامـــس مــع حـلـول املــغــرب، األمـــر الـــذي أثـــار الرعب والــخــوف فـي قـلـوب أطـفـالـنـا، الـذيـن يــتــرددون في الخروج وإحضار أغراض من الخارج بسبب ظلمة الحي الدامسة..
التعليم مفقود
مــن جــهــتــه، تــطــرق مـطـلـق الـعـتـيـبـي إلـــى إشكالية املـدارس وقـال: الحي ال توجد به مـدارس بنني وال بنات، األمـر الـذي يعرضنا لتدريسهم في مدارس يـحـول بيننا وبينها طـريـق مكة املـكـرمـة السريع الذي يعرضنا ويعرض أبناءنا وبناتنا للخطر. وأضــــاف الـعـتـيـبـي أنـــه بــالــرغــم مــن تــجــاوز الحي من أربعني عاما من العمر، لكنه يخلو من مراكز صحية دون أسباب تذكر، مع أن البناء فيه توسع، واسـتـحـدثـت بــجــواره أحــيــاء سكنية جــديــدة، لكن دون أي جدوى من إقامة مركز صحي يخدم أبناء السيل.
مالعب ترابية
مـــن جــانــبــه، ذهـــب فــيــصــل مــســفــر إلـــى الرياضة، مؤكدا أن األطفال ال يجدون سوى الشوارع الترابية يلعبون بها، خصوصا أن الحي يفتقر للمالعب الــريــاضــيــة والــحــدائــق، مـمـا يجعلهم يتعرضون لــإصــابــات جــــراء لـعـبـهـم فـــي أمـــاكـــن غــيــر مهيأة للعب. فيما قــال سـامـي العتيبي إن طـريـق مـكـة املكرمة السريع يشهد كثافة من املسافرين والعابرين من وإلى مكة املكرمة من معتمرين وحجاج، خصوصًا مع قرب شهر رمضان املبارك، إذ إن الطريق يربط شـــرق وجـــنـــوب ووســــط املــمــلــكــة بــغــربــهــا، ويشكل التقاطع املوجود به خطرا علينا عند الذهاب إلى املـــدارس أو إلــى أعمالنا، ويعتبر مـن التقاطعات الـرئـيـسـة واملــهــمــة، وهــنــاك عــشــرات مــن السيارات الثقيلة تعبر منه، ومع كل ذلك تغيب عنه اللوحات اإلرشــــــاديــــــة الـــتـــي تـــحـــذر مــــن خــــطــــورة السرعة، خصوصا للقادمني باتجاه الطائف.
كهرباء مقطوعة
وأوضح نايف السعيدي أنهم يعانون من انقطاع الكهرباء، خصوصًا مع شدة الحر، مطالبني شركة الكهرباء بإيجاد حل لهذه املشكلة التي دائمًا ما تـؤرق السكان وتحديدا مع دخـول فصل الصيف، ووافقه الرأي سعود القثامي، إذ قال: نعاني معاناة متكررة بانقطاع الكهرباء دون معرفة السبب وراء ذلك، مبينًا وجود مرضى وكبار سن وأطفال، ولك أن تـتـخـيـل حـجـم املــعــانــاة الــنــي يـعـانـونـهـا أثناء انقطاع الكهرباء، متسائال: أيعقل هــذا االنقطاع املتكرر دون وجود حلول لذلك. وأبـــان كـل مـن محمد العتيبي ومـسـاعـد الحارثي أن الحي يفتقر لالهتمام من الجهات املعنية من حيث أعمدة اإلنارة وسفلتة شوارع الحي، مشيرين إلى الحاجة املاسة ملتابعة من بلدية السيل بسبب تراكم النفايات وانتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات الطائرة والـزاحـفـة، مفيدين أنهم تلقوا العديد من الوعود من أمانة الطائف إال أنها لم تر النور إلى يومنا هذا، مضيفني أن الحي يحتاج إلى التنظيم، خصوصًا عند هطول األمطار، إذ تصبح شــوارعــه مليئة باملياه دون تصريف ونعجز في الــوصــول إلــى مـنـازلـنـا، فالحي بحاجة لالهتمام بشكل كبير. وفي ذات السياق، ناشد املواطن مساعيد القثامي الــجــهــة املـــســـؤولـــة فــــي أمــــانــــة مــحــافــظــة الطائف بالتدخل الـسـريـع لحل معاناتهم ومشاكلهم مع الــنــفــايــات الــتــي لــأســف، تــرفــض الــشــركــة التابعة للنظافة جـمـعـهـا، مكتفية بجمع عـلـب البيبسي وبـعـض مــن الـحـديـد واألملــنــيــوم وأســـالك النحاس وترك عملهم الحقيقي، والجميع الحظ هذا األمر.
إهمال مخيف
وطـــالـــب ســكــان «شــــرق الــســيــل» الــجــهــات املختصة باالهتمام بالحي وتوفير الخدمات البلدية، مطالبني لـجـنـة الــســالمــة املـــروريـــة بـــمـــرور الــطــائــف بتشكيل فريق عمل للوقوف ميدانيا على املوقع والتنسيق مـع الجهات ذات العالقة التـخـاذ التدابير املناسبة والتعامل مع الوضع بجدية كاملة، نظرا لخطورة التقاطع البالغة على مرتادي الطريق وعلى منسوبي أمن الطرق بالسيل، كما طالب األهالي أمانة محافظة الطائف بإيصال اإلسفلت واالهتمام بحيهم وتلبية احتياجاتهم، ومتابعة املتسببني فـي هــذا اإلهمال خوفًا من انتشار األمراض.
األمانة مهتمة
على الصعيد الرسمي، أوضح املتحدث الرسمي مدير املــركــز اإلعــالمــي بـأمـانـة الـطـائـف إسـمـاعـيـل إبراهيم أن املـحـور الشرقي مـن السيل الصغير يلقى اهتمام األمـــانـــة، وهــنــاك فــرقــة تـعـمـل حـالـيـًا لتنفيذ مشروع سفلتة الشوارع بالسيل الصغير، وسيتم دعم العمل بفرقتني لتعزيز أعمال السفلتة خالل األيـام القادمة، كــمــا ســيــجــري إنـــــــارة بــعــض الـــــشـــــوارع، ودعــــــم كافة الخدمات وفق اإلمكانات واملخصصات. مبينا أن أمني الطائف املهندس محمد بن هميل آل هميل قام بجولة تـفـقـديـة عـلـى كــافــة املـــواقـــع بـاملـحـافـظـة خـــالل الفترة املاضية، ووقف على االحتياجات والطلبات لتلبيتها وفق االعتمادات وعلى مراحل، بما يخدم أكبر شريحة ممكنة من األهالي في مختلف املحاور.