Okaz

غوتيريس.. اإلّمعة.. جعجعة.. بال طحن

- فهيم الحامد (جدة) @FAlhamid

يبدو «غوتيريس».. كـ «إمعة» في أروقة األمم املتحدة، فالرجل يديره ويحركه آخرون، مـن خلف األســوار والـغـرف املغلقة، حتى أصبح ينطبق عليه املثل القائل «أسمع جعجعة، وال أرى طحنا»؛ إذ تحول أنطونيو إلى مجرد لسان يردد ما يملى عليه من خطب وكلمات وتقارير، من دون أن ينجز أي شيء على أرض الواقع. ومن كثرة ما ردد غوتيريس من كالم فارغ ال قيمة له، فإننا لم نسمع له أية أفعال أو مواقف ذات قيمة. هذا السكرتير األممي.. نجح في الكذب والدجل والتلفيق.. فأعاد املنظمة الدولية إلـى عهد التسييس واملـواقـف املنحازة، رفـع شعار «الكيل بمكيالني»، فقادها إلى التخلف والجهل على خلفية قراراته العرجاء وإدارته املترددة. مواقف غوتيريس تعيد زمن الحروب العاملية مرة أخرى، ومن ثم فإنه قد حان الوقت لكف يده عن قيادة هكذا منظمة دولية. إن البحث عن بديل أضحى مهمة عاملية قبل فـوات األوان، وحــدوث ما ال تحمد عقباه، لئال يتصارع العالم من جديد تحت مزاعم جوفاء. ولم يعد سرا التخبط السياسي الذي يعانيه الرجل؛ إذ كشفت العديد من املواقف واألزمات أن وصوله لهذا املنصب كان خطيئة كبرى أدت إلى إطالق رصاصة الرحمة على املنظمة التي عانت الوهن كثيرا، وسقطت منذ أن وقعت تحت سلطة األمني العام «غريب األطوار». رغم قصر فترة استالمه ملنصبه التي توشك أن تكمل عامها األول، إال أن من يصفونه بالثائر البرتغالي نجح باقتدار في تسييس املنظمة والخروج بها عن الخط القويم الذي يفترض أن تسير فيه، بعدما اختار أن ينحاز للميليشيات واالنقالبي­ني، والظلم الـبـني لــلــدول الضعيفة، لـصـالـح الـــدول الـكـبـرى، وكــأنــه يـرفـع شـعـار «الـكـيـل بمكيالني.. وليغضب من يغضب». إن افتقاد الحكمة والحنكة السياسية، التي كان يتمتع بها من سبقوه في املنصب ذاته، يعجل برحيله بعدما أثبت في كل املواقف أنه ليس جديرا بهذا املنصب الدولي، بما فيه مـن مهمات وأدوار رئيسة مـن املفترض أن تـرسـخ الـعـدل وتـرفـع الظلم، وتـدعـم الحريات، وتعزز التسامح بني الشعوب واألديان املختلفة، وهنا نتذكر دعوة الرئيس األمريكي دونالد ترمب إلى ضرورة إعادة النظر في آلية عمل األمم املتحدة وأنظمتها وقوانينها التي وصفها بالبيروقرا­طية، هذه الدعوة قد تلقى قبوال كبيرًا في املرحلة القادمة، خصوصا أن غوتيريس يواصل ارتكاب األخطاء والكوارث، ما وضع سمعة األمم املتحدة على املحك. ولعل التقرير األممي األخير بشأن الحرب في اليمن، واالفتراءا­ت واألباطيل التي تضمنها، خير دليل على تخبط األمم املتحدة تحت قيادة أنطونيو، والتي باتت منظمة منحازة تتجاهل آراء اآلخرين وترضخ بتوجيهات منه إلى آراء شاذة وبيانات مضللة ومواقف منحازة.

 ??  ??
 ??  ?? فتاة يمنية تعاني من سوء التغذية الحاد، تقف على ميزان في مستشفى الثورة في الحديدة التي يحاصرها االنقالبيو­ن أمس. (رويترز)
فتاة يمنية تعاني من سوء التغذية الحاد، تقف على ميزان في مستشفى الثورة في الحديدة التي يحاصرها االنقالبيو­ن أمس. (رويترز)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia