تلميح وتصريح

habutalib@hotmail.com قرار سياسي إلنقاذ التعليم

نـتـفـهـم كــثــيــرًا اهــتــمــام املـجـتـمـع بـــأي نــقــاش فــي مــجــال التعليم، السيما القضايا الجوهرية التي تمس صلب العملية التعليمية والــتــربــويــة، ألن تعليمنا يمثل حــالــة خــاصــة ربــمــا ال شبيه لها في العالم، فالدول تسعى باستمرار لتطوير تعليمها كي يواكب املراحل التي يحتمها التطور العلمي السريع، لديهم مراكز أبحاث وخــبــراء يـمـلـكـون صـاحـيـة الـتـعـديـل بـمـا يـلـبـي االحــتــيــاجــات، ال يعترضهم أو يعطل عملهم أحد، لكن األمر لدينا أكثر تعقيدا ألننا نواجه معضلتني كبيرتني، األولى تتمثل في تحكم فئة محددة في نوعية ومحتوى املناهج املقررة في املراحل الدراسية، واملعضلة األخرى الخاصة بنا وحدنا هي تلويث الحقل التعليمي باألفكار املؤدلجة وتسخيره لغير مهمته األساسية املعروفة في كل مكان، وبالتالي تكون مشكلتنا مركبة ومعقدة، وخطيرة في ذات الوقت. هــذه الحقيقة يعرفها الجميع وإن كـابـر الـبـعـض بتجاهلها أو إنكارها أو التقليل من أهميتها، هي موجودة حتى مع الجهود املبذولة التي استطاعت تخفيفها لكنها ليست قادرة على إنهائها. نحن اآلن نتحدث عـن مستقبل مختلف تماما لـلـوطـن، مستقبل بـدأت مامحه عبر املشاريع النوعية املتقدمة التي يسارع العالم للشراكة فيها، لكنها في النهاية مشاريع سعودية والبد أن يكون للمواطن السعودي الدور املهم فيها، ولن ننجح في ذلك إال بتعليم نوعي متطور وخال من كل الشوائب. هذا املطلب الحتمي لن يحققه أي وزيـر مهما كان مبادرًا وقويًا، ولذلك يبدو من غير اإلنصاف توجيه اللوم للوزراء السابقني أو الاحقني إذا استمر الحال على ما هو عليه، ألن القوى املضادة التي استولت على مفاصل التعليم وتـجـذرت فيها أقــوى من كل املــــحــــاوالت. لــن يـتـغـيـر شـــيء إال بــقــرار تــأريــخــي إلنــقــاذ التعليم وتنظيفه أوال ثــم املـسـارعـة إلــى تـطـويـره. نـحـتـاج إلــى تسونامي تعليمي يجرف كل الـرواسـب والقواقع السامة التي تفرخ أجياال جديدة من السموم املقاومة للمضادات اإلصاحية. باختصار، نحتاج قرارًا سياسيًا شجاعًا وعاجا النتشال التعليم مــن الــغــرق املستمر ألنـنـا سنظل عـاجـزيـن ومـعـاقـني بــدون تعليم يليق بهذا الزمن.