بلغوا اخلوارج بأن نهايتهم قادمة
عـــلـــى مــــر تــــاريــــخ الــــفــــرق واملــــــذاهــــــب يموت أصحاب الفكرة ولكن املبادئ واألسـس التي قـامـت عليها كثيرًا مـا تعيش تحت الرماد، فإذا وجدت من يوقظها أطلت علينا من جديد وخرجت إلى عاملنا باسم آخر وشعارات مختلفة ولكن املضمون يبقى كما هـو دون تغيير، وهــذا مـا حــدث فـي هــذا العصر حني ظهرت إلى الوجود أفكار متطرفة كنا ظننا أنها ذهبت إلى طـي النسيان، إذ اسـتـعـادت تلك األفــكــار وجــودهــا متمثلة بعدة مسميات وألقاب مختلفة، وإن كان املضمون والعقائد واألفكار واملبادئ واحدة، وهي الجماعات املتطرفة كداعش والــقــاعــدة ومـــا إلـــى ذلـــك مــن جــمــاعــات تـحـمـل فــي طياتها االنـــحـــراف والــتــطــرف والـــضـــالل، وتـتـبـنـى أفــكــارا منحرفة خارجة عن الفطرة السليمة والشريعة اإلسالمية السمحة. لذلك ومــن منطلق الحفاظ على تماسك املجتمع وتوفير األمـن واألمــان لـه، أدركــت قيادة اململكة العربية السعودية بـــأن الـخـطـر مــاثــل وحــاضــر فــي املــحــيــط، والـــفـــرق الضالة أصبحت تشكل تهديدًا كبيرًا للدين أوال ثـم ألمــن الوطن واملجتمع، فكان البد أن تختار لهذه املهمة املعقدة، والتي تحتاج الكثير من الخبرة والحنكة في التعامل مع أولئك املتطرفني، قائدًا فـذًا لديه خبرة واسعة في عالم مكافحة اإلرهاب، ولديه معرفة دقيقة بخفايا التنظيمات املتشددة، ويــمــلــك الـــقـــدرة عــلــى اقـــتـــالع جـــــذور هــــذه الـــفـــرق الضالة واملـضـلـة أيـنـمـا كــانــت، ومــن هــذا املـنـطـلـق أنــشــأت حكومة خادم الحرمني الشريفني رئاسة أمن الدولة التي من شأنها محاربة اإلرهــاب في كل مكان وزمــان، برئاسة عبدالعزيز بن محمد الهويريني الذي طاملا عرف بدحض اإلرهابيني ومطاردة املتطرفني في عمق أوكارهم. ويـــمـــلـــك الـــهـــويـــريـــنـــي ســـيـــرة ذاتــــيــــة حـــافـــلـــة باإلنجازات وخــصــوصــًا فـــي مــجــال مــكــافــحــة اإلرهـــــــاب، كــمــا أن اسمه فــقــط يــهــز كــيــان اإلرهــابــيــني ويــجــعــل فــرائــصــهــم تنتفض ملجرد سماع اسـمـه. فقد أثبتت السنوات املاضية مقدرته االستثنائية على انتشال التطرف من جذوره وقطع الطريق على من يحاول العبث بأفكار شبابنا وبناتنا، ومن يقوم بتسميم عقولهم بأفكار دخيلة على مجتمعنا الذي ينبذها بكل أطيافه. قد يعتقد البعض أن املجتمع السعودي وحده هو من يتفق على قــدرات الهويريني، ولكن الحقيقة تؤكد أن املجتمع الــدولــي يـجـمـع عـلـى قــــدرات هـــذا الــرجــل االسـتـثـنـائـيـة في مـجـال مكافحة اإلرهـــاب واإلرهــابــيــني، ومــدى دقــة خططه االستراتيجية التي ساهمت في هزيمة الجماعات املتطرفة في اململكة منذ سنوات، إضافة إلى بعد نظره وتخطيطه الجيد الـذي استطاعت به اململكة تخطي هذه األزمـة التي كانت قاب قوسني أو أدنى من تدمير شبابنا. ختامًا، ال تسعفني الكلمات عندما أتـحـدث عـن شخصية قـيـاديـة كـهـذه الشخصية وأجــد فــي نفسي التقصير، فما كلماتي إال كقطرة ماء في محيط شاسع وعميق.