املخدرات.. وراء كل حادثة قتل !

.. تعددت وقائع االنتحار، أو قتل اآلخرين، أو حتى قتل النفس التي حرم الله. وفي تقديري، بل وأكاد أجزم أن السبب لذلك هو املخدرات التي تفقد اإلنسان عقله فيقدم على أعمال مختلفة أسوأها ما حرمه الله من قتل األنفس أو قتل اآلخرين. من ذلك ما نشرته «عكاظ» بتاريخ /11 /22 :ـه1438 من أن مواطنًا في األربعني من العمر أقدم على حرق زوجته الثالثينية، بمساعدة صديقه إثر خالف حاد بني الزوجني. وطبقا ألقــوال الزوجة الناجية من املـوت حرقا، فإن شريك حياتها سـكـب عليها الـبـنـزيـن وأشــعــل فـيـهـا الــنــار بـعـدمـا كبلها بسالسل حديدية بمساندة صديقه الذي أحضره معه للمنزل، غير أنها نجت من املـوت حرقًا بأعجوبة. «كما نشرت «عكاظ» خبرًا بتاريخ /22 /11 8341هــ تحت عنوان «مواطن يقتل زوجته الحامل وطفليه»، جاء فيه: «استيقظ أهالي حي املنتزهات في جدة على جريمة بشعة، عندما أقدم مواطن على قتل زوجته الحامل وطفله البالغ من العمر ستة أعوام، وشقيقته التي تصغره بعامني بآلة حادة (سكني) داخل منزله في ظروف غامضة». وكـــان الـقـاتـل عقب تنفيذ جريمته داخـــل مـنـزل األســـرة، تـوجـه إلى شرطة املنتزهات ليقدم بالغا بجريمته، وهو ما استدعى التحفظ عليه للتثبت من أقواله ليتم إيفاد فريق أمني إلى املنزل. وأوضح املــتــحــدث بــاســم شــرطــة منطقة مـكـة املــكــرمــة الـعـقـيـد دكــتــور عاطي القرشي، أنــه عثر على جثث املجني عليهم، وتــم حفظ جثامينهم بثالجة املستشفى. ولعل األغرب من ذلك ما نشرته «عكاظ» بتاريخ /11 /28 ـه1438 تحت عنوان «زوجان ينتحران ملعرفة ماذا سيحدث بعد املوت» ونص الخبر: «تسبب غباء زوجني في موتهما منتحرين غرقًا، لرغبتهما في معرفة ماذا سيحدث بعد املوت، وبحسب «العربية نت» توفيت زوجــة إيرلندية وزوجـهـا املـصـري فـي حمام سباحة بمنزلهما في مدينة الغردقة رغبة في اكتشاف العالم اآلخر ومعرفة عالم ما بعد املوت، إذ وثقا سبب انتحارهما بمقطع فيديو عثرت عليه الشرطة املصرية بعد انتشال الجثتني مقيدتني من قاع املسبح». ووفقًا للشرطة، عثر رجالها على فيديو مسجل للزوجني يعترفان فيه برغبتهما في االنتحار ملعرفة عالم ما بعد املوت وماذا يجري هناك، كما عثر على رسالة هذا نصها «عزيزتي هذه آخر ليلة لنا في هذه الدنيا واليوم القادم ستصبحني مالكا في السماء». يـا للهول – كما يـقـول يـوسـف وهـبـي عميد املـسـرح الـعـربـي – فهل سيجدان سوى العذاب املقيم ولكن هذا ال يهم، فإن املهم هل يعقل أن يقوم بهذه األعمال غير مخمور أو محشش ؟! وأختم بالذي افتتحت به األستاذة سمر املقرن في مقالها املنشور بجريدة «الجزيرة» يوم /1 /28 9341هـــ ونصه: «مرعبة هذه الجرائم التي نراها ونسمع عنها عبر وسـائـل اإلعــالم، واملـرعـب أكثر هـي نوعية هـذه الجرائم، حيث في أقل من شهر يقوم ولــدان بقتل أميهما، األول الـذي قتلها دهسًا على طريق الرياض- رماح، والثاني قتلها طعنًا بالسكني في مدينة رفحاء». ثم تختم مقالها بما يوافقني بما ذكرت أنه السبب وراء هذه الحوادث وهـو اإلدمــان بقولها: «وصــول حــاالت العنف إلـى حد الــذروة بهذا الشكل هو أمر فعال مخيف، وتكرار الحاالت، بل وكثرتها ال يحتاج إلى تعليق األسباب على املرض النفسي أو اإلدمان».