Okaz

مشاركة سعودية في مهرجان مدريد الشعري

مثقفون: «تفكيك» 2 األفكار املتطرفة مبشروع وطني مشترك

- علي الرباعي (الباحة)

منذ أن صّرح ولي العهد األمير محمد بن سلمان بتصدي الدولة للتطرف وتدميره وعدم السماح له بتضييع 30 عامًا من عمر الوطن وأجياله، تداعت أقالم وأفكار املثقفني إلى طرح الرؤى والتصورات للتصدي للمتطرفني واألحزاب املؤسسة على «دوغمائية» متزمتة تزرع في عقول األجيال الكثير من األفكار املنحرفة. من جانبه، يـرى رئيس أمناء مركز حمد الجاسر الثقافي الكاتب حمد القاضي أن دور املثقف في مكافحة التطرف ومحاربته بكل أشكاله وأطيافه دور مفصلي ومحوري، في ظل ما تولد عن التطرف مـن الـدمـار والــدمــا­ء، مستعيدا مقولة األمـيـر نايف بـن عبدالعزيز (رحمه الله): «وراء كل عمل إجرامي فكر متطرف». ويـذهـب القاضي إلــى أن الفكر والثقافة والـوعـي ببلورة مخاطر التطرف ينطلق من زرع القناعة في الناس بـآثـاره وتأثيره على أمن املجتمع وطمأنينة الفرد، فضال عن أنه أهم سبب في تعطيل التنمية وتوقف أي مشروع حضاري. ويؤكد القاضي أن الرهان على دور املثقف بوصف «الوعي» ينهض به قلم املثقف تمامًا كما ينهض به منبر الجامع ومنار الجامعة وشاشة التلفزيون ومنصات التواصل االجتماعي. ودعـا القاضي املثقف إلى توظيف أدوات االتصال الثقافي، مقاال وروايــــة وشــعــرا، بتماه مـع رسـالـة الـوطـن لـيـشـارك بـدحـر التطرف وحضور االعتدال. وأشار إلى أن العالم يتوق إلى هزيمة التطرف الذي ال وطن له وال جنس وال جنسية، ليمكنه التعايش بسالم، فينعم املجتمع في كل أرض بــ «سلم اجتماعي» يجعل الـفـرد فيه يعطي وينتج ويزرع ويصنع ويقدم منجزا له ولوطنه ولإلنسانية. أما الكاتب قينان الغامدي، فيؤكد أن ما أحدثته الصحوة من تجذير عميق ألفـكـارهـ­ا ومـبـادئـه­ـا فــي األســاتــ­ذة والــطــال­ب واألكاديمي­ني والخطباء يحتاج إلــى مـشـروع وطني لتفكيكه بـهـدوء، ودون أي صدام مع املكونات املجتمعية، ويرى أن من وسائل التفكيك تبني مــشــروع وطــنــي يـسـهـم فـيـه كــل مـثـقـف بـكـشـف أوراق التنظيمات وأهــدافــ­هــا وإبــــراز مــا أحـدثـتـه مــن دمـــار وفــوضــى، إذ تسببت في تدمير أفغانستان والعراق، مؤمال أن يكون لدى النخب من الحس التوعوي واالستيعاب­ي ما يمكن به ومن خالله احتواء املغرر بهم من الشباب خصوصا، إذ املؤمل منهم كبير في اإلسهام في بناء وطنهم وحـمـايـتـ­ه، مــا يـوجـب تطهيرهم مما علق بهم مــن أفكار منحرفة بأساليب وأدوات وخطابات هادئة وحكيمة. ويذهب الكاتب ميرزا الخويلدي إلـى أن املثقف خط الدفاع األول عــن وحـــدة وســالمــة الــنــاس والــوطــن، وعليه أال يعني أهــل السالح والتطرف بكلمة الفتنة التي تشعل حرائق ال حد لها، الفتًا إلى أن املثقف يشاهد ويسمع كيف سقطت مجتمعات في العنف والتطرف والفوضى، ويعلم أن الخراب بدأ بكلمة تحريض ورأي متزمت وفكر شــاركــت املـمـلـكـ­ة فــي مــهــرجــ­ان مــدريــد الــشــعــ­ري (الـنـسـخـة الـثـالـثـ­ة) ضـمـن 40 دولـة، ومثلها الشاعر علي الحازمي، الذي طرح مجموعة قصائد جديدة من مجموعته الشعرية «مطمئنا على الحافة»، التي صدرت باللغة اإلسبانية عام ،2013 عن طريق بيت الشعر وجامعة كوستاريكا، وترجمتها الدكتورة عبير عبدالحافظ. يسترخص دماء الناس وأعراضهم. وحذر الخويلدي من امتهان املثقف للكلمة أو استخدام لغة يريد من ورائها تحطيم معنويات املجتمع، وأبدى أسفه أن ينحاز املثقف أو يصمت على جماعات تمارس العنف وتحمل السالح ضد الدولة وتعتدي على األمن واالستقرار وتفتك بمخالفيها في الرأي. ودعا للتصدي ملنطق أهوج يمارسه مثقفون مسكونون باالنحياز الفئوي القائم على الكراهية والتعصب عبر املقاالت واملداخالت ووسائل التواصل، خصوصا من يصف إخوانه في الوطن بأبشع التوصيفات وأقـذع العبارات، ليس حرصا على األمـن واالستقرار وإنــمــا صــب الــزيــت عـلـى الــنــار، وإلظــهــا­ر مـشـاعـر الـكـراهـي­ـة تجاه املخالفني. وتطلع الخويلدي ملجابهة املتطرفني، ودعــم بسط سيادة الــدولــة واحــتــرا­م هيبتها، ولـجـم كــل مــن يحمل الــســالح في وجهها، ومن يشعل نار الفنت في الجسم الوطني ونسيجه ووحدته وتماسك أبنائه.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia