ولي العهد يعيد متاسك األسواق.. «استعدنا زمام األمور» السعودية تضبط مسار النفط بالوصول لسعر 60 دوالرا
رجــــح اقــتــصــاديــان أن تــــــراوح أسعار الـــنـــفـــط خــــــالل األشــــهــــر القادمة إلـــى مــا بــن 60 – 65 دوالرا للبرميل الــواحــد، نتيجة لـــــتـــــصـــــريـــــحـــــات ولــــــي الـعـهـد نــائــب رئيس مـــجـــلـــس الــــــــــوزراء األمــــــيــــــر محمد بــــــــن ســــلــــمــــان، الـــــتـــــي لعبت دورا كبيرا فــي تحريك األســـــــعـــــــار، وأزالــــــــــــــــــــت ا لضبا بية وأعـــــــــــــــادت الـــــــــــثـــــــــــقـــــــــــة والــــــتــــــوازن لـــــــأســـــــواق، وذلـــــــــــــــــك في ضــــــــــــــــــــــوء مــــــا أكـــــــــــــده ســــمــــوه لـــــ«رويــــتــــرز» من «اســـــتـــــعـــــادة زمـــــام األمــــــــــــــور مـــــــجـــــــددا»، وأن الطلب على النفط ســـيـــتـــزايـــد فــــي املستقبل، والــــتــــزام املــمــلــكــة بــالــعــمــل مع جميع املنتجن في منظمة الدول املـصـدرة للنفط (أوبـــك) ومـن خارجها، يــدعــم كـــل مـــا يـمـكـن أن يـحـقـق استقرار العرض والطلب. وأشــارا إلى وجـود عدد من العوامل االقتصادية تــدعــم مــســيــرة تــعــافــي أســعــار الــنــفــط فــي السوق العاملية، منها ارتفاع حجم االستهالك، وتراجع مستويات إنتاج النفط الصخري، وتراجع حجم املـــخـــزون اإلســتــراتــيــجــي فـــي الــــواليــــات املتحدة والدول الغربية، واقتراب موسم الشتاء. وأوضح الخبير النفطي سداد الحسيني لـ «عكاظ» أن تصريحات ولــي العهد نـائـب رئـيـس مجلس الوزراء األمير محمد بن سلمان لعبت دورا كبيرا فــي تـحـريـك أســعــار الــذهــب األســــود فــي األسواق النفطية، بالتوازي مع وجود عدة عوامل إيجابية بــاألســواق العاملية، منها ارتـفـاع حجم استهالك الوقود في العديد من االقتصاديات الصناعية، سواء في البلدان األوروبية أو أسواق البلدان في شرق آسيا. ولـــفـــت إلــــى أن تـــراجـــع إنـــتـــاج الــنــفــط الصخري ساهم في إحــداث تغييرات في مستويات النفط التقليدي، فضال عن عدم تحسن مستوى اإلنتاج في الدول األخرى مثل نيجيريا، وليبيا. ونـوه إلـى وجـود ثقة كبيرة لـدى األســواق املالية بالواليات املتحدة باستمرار أسعار النفط عند مستويات فوق 50 دوالرا للبرميل الواحد. وأفـــــاد أن األســـعـــار خـــالل الــربــع األول مــن العام الــقــادم لــن تحمل زيـــادة كـبـيـرة، بـيـد أن األسعار سـتـبـقـى مـتـمـاسـكـة عــنــد مــســتــويــات 60 دوالرا، متوقعا تحسن األسـعـار مع دخــول الربع الثاني عام .2018 وقــــال الــحــســيــنــي: «األســـعـــار الــحــالــيــة تــصــب في مصلحة جميع املنتجن سواء داخل منظمة الدول املصدرة للنفط (أوبك) أو خارجها، كما أن الدول املستهلكة بحاجة للطاقة، وبالتالي فـإن ارتفاع الـسـعـر لــن يدفعها للتخلي عــن الـطـلـب؛ بغرض الدفع بمختلف الصناعات لديها واستمرار عجلة التنمية في بلدانها، واملؤشرات املستقبلية لسوق الطاقة إيجابية». مــن نـاحـيـتـه، ذكـــر الـخـبـيـر االقــتــصــادي الدكتور تـيـسـيـر الــخــنــيــزي لــــ«عـــكـــاظ» أن ارتـــفـــاع أسعار النفط ملستوى 60 دوالرا للمرة األولى منذ يوليو 2015 مرتبط بعدة عوامل رئيسية، منها تراجع حجم املخزون اإلستراتيجي في الواليات املتحدة والدول الغربية، إضافة إلى اقتراب موسم الشتاء؛ مـــا يــرفــع مــســتــوى اســتــهــالك الـــوقـــود فـــي الدول الغربية الستخدامات التدفئة. وأضــــــاف: «تـــراجـــع إنـــتـــاج الــنــفــط الــصــخــري في الواليات املتحدة شكل عامال إضافيا في تحسن قيمة النفط التقليدي، وخــروج عـدد من شركات النفط الصخري ناجم عن انخفاض قيمة النفط الــصــخــري ملــســتــوى أقـــل مـــن 30 دوالرا فـــي عام ،2014 والـــجـــدوى االقــتــصــاديــة لــالســتــمــرار في إنتاج النفط الصخري مشجعة بوصول أسعار النفط عند مستوى يتجاوز 80 دوالرا للبرميل الواحد». وتـــابـــع: «االتـــفـــاقـــيـــات املــبــرمــة بـــن دول (أوبـــــك) وخــارجــهــا عــلــى امــتــصــاص الــفــائــض والتحرك إلعـادة التوازن بن العرض والطلب ساهمت في تهيئة األجــواء الستعادة النفط عافيته مجددا، والدول املنتجة من (أوبك) وخارجها أدركت اآلثار املترتبة على استمرار إغراق األسواق بالنفط». وزاد:«الـــتـــفـــاهـــم الــســعــودي ــــ الـــروســـي ســاهــم في توفير املناخ المتصاص الفائض وضبط أسعار الـــنـــفـــط، خــصــوصــا أن الــبــلــديــن يــمــثــالن القوة الضاربة في سوق الطاقة؛ نظرا للطاقة اإلنتاجية التي تتجاوز سبعة مالين برميل يوميا؛ ما قد يــؤدي إلــى وصــول سعر النفط عند مستوى 65 دوالرا منتصف العام القادم».