Okaz

‪ÊULKÝ pK*« —u‬ ł

- ﻣﺆﻳﺪ رﺷﻴﺪ @ rashid960@hotmail.com

هـي ليست جـسـورﴽ أو شـــوارع أو معابر أو سـاحـات سـمـيـت بـاسـمـه، بـل أكثر من ذلك املعنى بكثير، هي فزعة إنسانية عروبية، لتضمد جـراح شعب جار وعــزيــزي­ــن أشــقــاء، وتــســاعـ­ـدهــم عـلـى الــعــبــ­ور مــن محنتهم الــتــي طــالــت نحو الخالص، فزعة من قائد شهم وطني قومي شجاع، سيخلد التاريخ مواقفه املشرفة، هو خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يمد جسورا لﻸمل وإعادة اللحمة العربية التي يحاول الكثيرون النيل منها. كل يـوم يمر يﺆكد أنـه قائد عروبي يحمل حسﴼ قوميﴼ ووطنيﴼ أصيال، من خـالل الكثير من املــواقــ­ف املـشـرفـة فـي مـد جـسـور الـتـواصـل والـتـعـاو­ن إلــى محيطه الـعـربـي، ومــن خــالل وعيه وقــراءتــ­ه لـلـواقـع الخليجي والــعــرب­ــي واإلقـلـيـ­مـي والــعــام­لــي عـلـى حــد ســـواء وبـشـكـل متداخل ومتزامن فرضته وال تــزال الـظـروف واملتغيرات املحيطة، وضــرورة التعاطي معها ومـع ما خلفته وما تزال تخلقه من تطورات، وإمكانية التعاطي معها بروية وحكمة ورؤية موضوعية تتسق مع الواقع على األرض، وقد أثبت قدرة كبيرة في التعامل مع األحـداث، بل وأصبحت اململكة من خالل رؤيته وحكمته رقما صعبا وعنصرا فاعال في املعادلة في الكثير من امللفات الساخنة من حولنا وفـي مقدمتها مكافحة اإلرهــاب بكل أشكاله تمويال وتنظيما ورعاية ومنظمات. وامللك سلمان ليﺲ ببعيد عن هـذا الــدور التاريخي، فهو رجـل دولـة من الطراز األول اكتسب خبرته مـن خــالل تـواجـده الفاعل وعبر عقود فـي مركز الـقـرار الـسـعـودي والـعـربـي والدولي، وتراكمت لديه خبرات كثيرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، بلورت لديه رؤية موضوعية كبيرة ومتنوعة، يسعى جاهدا وبﺈخالص تنفيذها على أرض الواقع ملا فيه خير بلده وأمته. إن سياسة مد الجسور التي يتبناها مع الشعب العراقي وقياداته، هدفها وبالدرجة األولى هو مساعدة الشعب العراقي والتخفيف من معاناته والتي تعود لعقود طويلة مضت، من خالل املشاريع االقتصادية التي تتبناها مجاالت التعاون، ولكي تكون مدخال إلعادة العالقات إلى مسارها الطبيعي، اململكة لم تبتعد يوما عن الجوار العراقي والذي يمثل امتدادها وعمقها الطبيعي، رغــم القطيعة الـتـي فرضتها سياسات األنظمة فـي العقود املاضية ومـنـذ بداية التسعينات، واليوم تعيد اململكة وصـل ما انقطع وتمد جسورا عـدة تهدف إلرجــاع العراق وشعبه إلى حضنه العربي الحقيقي واألصيل. لطاملا طالب العديد من الوطنيني والشرفاء واملخلصني ومن مختلف أطياف الشعب العراقي بعودة العالقات إلى طبيعتها مع اململكة وعدم ترك العراق ومقدراته وشعبه للهيمنة والتمدد والذي يمثل سياسة حكام طهران، وأن ال يترك وحيدا أمام جبروته وقوة بطشه والتي تركت آثارا مأساوية تعاني منها كل مكونات الشعب العراقي دونما استثناء، اململكة جادة وواعية لـلـدور املـطـلـوب، والـــذي يقطع الطريق على دعـــاوى الكراهية والـتـي تـخـدم أهـــواء ومصالح إقليمية متمددة. يـتـالقـى هـــذا الــتــوجـ­ـه مــع رغــبــة اإلدارة األمــريــ­كــيــة ووزيــــر خـارجـيـتـ­هـا ومـــن خـــالل تأييدها وحـضـورهـا للقاء التنسيقي الثاني والــذي جــرى أخـيـرا فـي الـريـاض والــذي حضره رئيﺲ الــوزراء العراقي والعاهل السعودي وبحضور وزيـر الخارجية األمريكي، والـذي يهدف إلى ترسيخ االسـتـقـر­ار السياسي فـي املنطقة، وقـيـام دولــة مدنية يتساوى فيها املـواطـنـ­ون على أساس املواطنة وليﺲ على أساس الدين واملذهب والقومية، من خالل إرادة حقيقية مشتركة، لوقف تمدد املشروع اإليراني والـذي أحـرق األخضر واليابﺲ على طول اندفاع ذلك التمدد خالل السنوات املاضية. الرغبة األمريكية الجديدة في حصار اإلرهـاب بكل أشكاله ومحاربته ألجل تحجيمه والتي كانت بدايتها القضاء على تنظيم داعﺶ والحركات اإلرهابية املوالية له، تتعدى إلى مفهوم أكثر شمولية لينسحب على قوى أكثر تطرفا وهمجية، بما فيها الحرس الثوري اإليراني وحزب الله اللبناني وفروعه في العراق واليمن وسورية، إن السياسة الجديدة في التعاطي مع اإلرهاب تمثل البعد واملفهوم الحقيقي ألجل مكافحته دونما تمييز، فاإلرهاب واحد مهما تعددت أشكاله ومسمياته. استعادة العراق لدوره العربي تحكمها وجود رغبة عراقية حقيقية في التواصل والتعاطي بﺈيجابية وتفاعل مع املشروع السعودي ودعوات خادم الحرمني الشريفني املخلصة واملتصلة، والتي تتصل وتتالقى مع رغبة إماراتية جادة ومخلصة وعلى نفﺲ الطريق، ومدى ما ستالقيه من صدى لدى صانع القرار السياسي في العراق، وهو أمر تواجهه الكثير من العقبات في ﻇل هيمنة وارتهان لهذا القرار لصالح قوى إقليمية تشكل تيارا قويا ضد هذا التقارب وضد أي محاولة السترجاع عروبته، وهي ستكون املقاومة الحقيقية التي يواجهها منذ ٣٠٠٢، على العراق شعبا وقيادة أن يقرر بنفسه دون غيره رغبته الجادة لهذه الدعوات املخلصة للعودة به إلى محيطه العربي، وهو تحد كبير وصعب، سوف يرسم مالمح طريق العودة. @ كاﺗﺐ ﻋراﻗﻲ

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia