القدية ونيوم وتسونامي التغيير
تعيش بالدنا مع التحول الوطني تغييرا شامال اقتصاديا واجــتــمــاعــيــا وفــكــريــا، فـعـلـى سـبـيـل املــثــال فــي االقتصاد تحولنا من االعتماد على النفط إلى تنويع مصادر الدخل وهي ركيزة مستقبلنا، لتقليل املخاطر من تقلبات أسعار النفط، والتي شهدت أخيرا انخفاضا كبيرا أدى إلى هبوط واردات الــدخــل للحكومة األمـــر الـــذي انـعـكـس سلبا على االقتصاد الوطني ودخـل املواطن، ما مرت به السعودية خـالل السنوات املاضية كـان درسا نـتـعـلـم مــنــه الــكــثــيــر، ودفــعــنــا لـتـغـيـيـر النهج االقــتــصــادي الـــذي يعتمد أســاســا عـلـى النفط كمصدر وحيد للدخل. وما نشهده من مشاريع عمالقة كمشروع البحر األحمر، القدية، نيوم وغــيــرهــا هــي مــؤشــرات لـحـجـم الـتـغـيـيـر الذي تشهده السعودية حاليا ومستقبال. ووضــــع األمـــيـــر الـــشـــاب مـحـمـد بـــن ســلــمــان األســــس لقيام نـهـضـة اقــتــصــاديــة ســعــوديــة ال تـعـتـمـد فــقــط عــلــى النفط وإنـمـا شملت العديد مـن املــصــادر، وكــان لـه الــدور الكبير فـي تحقيق طموحات وطــن ومـواجـهـة مقاومي التغيير، الذي بات مطلبا للشباب والشابات الذي يمثلون %70 من الشعب السعودي. ورؤيـــة السعودية 2030 والـتـحـول الـوطـنـي 2020 بداية املسيرة نحو اقتصاد سعودي متنوع ومنظم يقوم على الشراكة االستراتيجية التي تعود بنفعها على االقتصاد الوطني كمبادرات صندوق االستثمارات الروسية وسوفت بــنــك وغــيــرهــا مــن الــتــحــالــفــات االســتــثــمــاريــة الــتــي تعتبر نقطة نحو مستقبل أفضل، وال يقف التغيير عند الجانب االقتصادي فقط بل شمل جوانب عدة وعلى كل الجبهات ليكون شامال كامال ذا أهــداف استراتيجية ال تحتمل التأجيل، ما يحدث اليوم في اململكة هو «تسونامي» كما شبهه الرئيس الفرنسي األسبق سـاركـوزي، نعم أنـه تسونامي ليحرك املــيــاه الــراكــدة ويــجــدد الــدمــاء ويـصـمـم بشكل جـــذري االقـتـصـاد الـسـعـودي ليكون اقتصادا منفتحا متنوعا جاذبا لالستثمارات. كلنا أمــل يــا سـمـو األمــيــر أن تحقق أهداف الـــرؤيـــة بــكــفــاءة وفــعــالــيــة فـلـيـس هــنــاك مــجــال لتحمل ســنــوات مــن الـتـأخـيـر، نــريــد تـسـونـامـي يـجـتـث الفساد والروتني والبيروقراطية وإحاللها بالنزاهة وسهولة اإلجـــــراءات والـشـفـافـيـة، وهــو مــا نـتـوقـع أن نـشـهـده في األيام القادمة.