هل طبول احلرب تقرع ؟ ماذا عن الرد ؟
حــان وقــت الـــرد. لـم تعد هـنـاك أيــة مــبــررات إلهدار الــوقــت فــي مـــشـــاورات، ووســـاطـــات، وغـيـرهـمـا من اآلليات الدبلوماسية. ليس رفضًا لها، ولكن ألن الــعــدوان اإليــرانــي بات عسكريًا ومباشرًا، ولم يعد ممكنًا الصمت عليه. ولكن هل يعني ذلك أن طبول الحرب بدأت تدق؟ الـــواقـــع أن كــل املـــؤشـــرات تـنـبـئ بــضــربــة عسكرية محتملة ضـد امليليشيات التي زرعتها إيــران في املنطقة، خصوصًا «حزب الله» في لبنان، وجماعة الــحــوثــي فــي الــيــمــن. وأن تــرســل إيـــــران صاروخًا باليستيًا لـلـحـوثـيـن فــي الـيـمـن لـيـطـلـقـوه صوب الـعـاصـمـة الـسـعـوديـة الــريــاض، مثلما استهدفوا بيت الله الـحـرام في مكة املكرمة بمحاولة فاشلة مماثلة، يعني أن العدوان اإليراني الجبان تجاوز جميع الخطوط الحمر. وهو جبان ألن إيران دائمًا ال تقدم على الهجمات بنفسها، بل تجند وكاءها وأذنابها في دول املنطقة، وتغدق عليهم الساح واملــــــال واملـــــخـــــدرات، لــيــقــومــوا بــمــهــمــات الزعزعة والفوضى نيابة عنها. ومــــا دامــــت إيـــــران قـــد تـــجـــاوزت الــخــطــوط الحمر فعليها أن تتحمل مسؤولية تنفيذ وعيد السعودية الحازم لها بقطع أيديها، فهي أعلنت الحرب على املـمـلـكـة. وهـــي -إيــــران الـخـمـيـنـيـة- تـفـهـم تـمـامـًا ما تعنيه الرياض، إذ إن في التاريخ شواهد كثيرة. إن استهداف السعودية، خصوصًا املدنين واملنشآت املدنية، تجاوز ستدفع إيـران ثمنًا باهظًا له. فهي التي اختارت التصعيد، واالستفزازات، وهي التي يجب أن تتحمل املسؤولية والنتائج. ومــن الـواضـح أن الفترة القادمة ستجعل تحالف دعم الشرعية في اليمن أشد عزيمة وإصــرارًا على ماحقة الـحـوثـيـن، واســتــهــداف مخابئ األسلحة اإليرانية، وإغاق املنافذ البرية والجوية والبحرية لليمن لـوقـف عمليات تهريب األسـلـحـة مـن إيران لــعــمــائــهــا فـــي هــــذا الــبــلــد، الـــــذي تــتــحــمــل إيـــــران، بالدرجة األولى، مسؤولية العنف والعزلة والدمار الذي يشهده. إن إيران تعيش وهم بسط نفوذها في كل املنطقة العربية، وتتعامل مع األنظمة العربية باعتبارها مــجــرد أوراق سـتـتـسـاقـط نـتـيـجـة املـــؤامـــرات التي تنسجها لوكائها. وتعتقد بـأن ابتاعها العراق سيجعل هذا البلد العربي إحدى محمياتها، وهو ما تأكد لها خطؤه، بعد التقارب السعودي العراقي األخير. وتـعـتـقـد دولــــة املـــالــي بـــأن اســتــعــمــارهــا لسورية بالتواطؤ مـع نظام بشار األســد املهترئ سيجعل ســـوريـــة لــقــمــة ســائــغــة لـتـلـتـهـمـهـا. غــيــر أن القوى الــســوريــة املــعــارضــة منعتها مــن تحقيق بغيتها طــــوال الــســنــوات الــســت املــاضــيــة، وســتــخــيــب كما خابت في الحرب العراقية-اإليرانية. وتعتقد خطأ بأن قدرتها على استعمار لبنان، من خال «حزب الـشـيـطـان» بـزعـامـة حسن نصر الــلــه، سيكتب لها ابتاع الهال الخصيب بأكمله. لــكــن الــشــعــب الــلــبــنــانــي الـــــذي خــــرج إلــــى شــــوارع بيروت في عام 2005 ليطرد نظام األسد من لبنان لــن يستكن حـتـى لــو طـــال صــبــره عـلـى تصرفات عصابات الضاحية الجنوبية. على مالي «الولي الفقيه» أن يعوا أن السعودية إذا قالت فعلت، وأنها ليست من أهل الجعجعة. كـانـت حــرب اليمن خـيـارًا وحـيـدًا فــرض عليها أن تخوضها. والسبب إيـــران. وستكون الـحـرب على عماء إيران في اليمن ولبنان مفروضة عليها، ألن سياساتها منذ تأسيسها قبل تسعة عقود تنادي بالسام، والتعايش، وتبادل املنافع بن الشعوب. وتخطئ إيــران كثيرًا حـن تظن أن جنوح اململكة للسلم والتعايش يمثل ضعفًا. وســتــعــرف إيــــــران مــصــيــر مـخـطـطـاتـهـا الخبيثة، وتــدخــاتــهــا الــســرطــانــيــة، ومــســاعــيــهــا للزعزعة والهيمنة، وبسط النفوذ.. وستقطع أياديها وتبتر أصــابــعــهــا وتــتــجــرع الــســم مــجــددًا طــاملــا العدوان
أصبح بشكل مباشر.