مع وزير اإلعالم بالصدفة !
ليلة الخميس الـفـائـت تـوجـهـت إلى مقر وزارة الثقافة واإلعالم والقنوات الــســعــوديــة، حـيـث كــان لــدي لــقــاء في بـرنـامـج الـثـقـافـة الــيــوم فــي قـنـاة الـثـقـافـيـة، كنت مشغوال بعنوان الحلقة (أزمة الخطاب الثقافي) وكيف يمكن أن أتحدث عن هذا املوضوع بصدق وشفافية؟ وكيف أمللم شتاته؟ وبينما أنا أحدث نـفـسـي فــي مــواقــف الــــــوزارة، رأيـــت ســيــارة واقفة على مدخل الوزارة وحولها سائق ينتظر، كانت الساعة السادسة إال عشر دقـائـق مـسـاء، توقعت أنها سيارة وزير اإلعالم، سألت السائق فأكد لي ذلك، قلت «يا صدفة حلوة من غير ميعاد» دعني أناقش أزمة الخطاب مع معالي الوزير! عــلــى بـــاب املــصــعــد الــتــقــيــت مــوظــفــا، ســألــتــه عن مـكـتـب الـــوزيـــر فــقــال الــــدور الــخــامــس، وصعدت إلـيـه، وجــدت موظفا وحـولـه آخـــرون، سألته أين معالي الــوزيــر، قــال: «فــي مكتبه كيف أخدمك؟» قلت أرغب في لقائه، قال هل لديك موعد فأجبت بالنفي، فطلب اسمي وطلب مني االنتظار، ونقله ملعالي الوزير، بعد مرور 15 دقيقة تقريبا، نادى املــوظــف بــاســمــي ودخــلــت عــلــى مــعــالــي الوزير، قـلـت فــي نفسي وزيـــر ال أسـتـغـرق 15 دقـيـقـة في الدخول عليه، بشارة خير، استقبلني وتحدثت إليه عن طموحاتي الثقافية والفكرية كإعالمي وككاتب وكمنتم لإلعالم والثقافة، كان مصغيا حـتـى انـتـهـيـت، وعــلــق عـلـى مــا قــلــت، ثــم قــال لي: يــا لـيـت املثقفني يــحـاولــون الـتـوسـع فــي اإلنتاج الثقافي واألدبــي، نريدهم في املسرح والسينما وكـافـة الفنون والـوسـائـل التي توصل إنتاجهم للناس وللعالم، ثم تحدث عن التجارب العاملية في نقل الروايات للسينما، وكيف يمكن أن يكون لدينا نجيب محفوظ آخر، ونوبل أخرى، تحدث عن طموحاته، عن رؤيته للوزارة، وعن البرامج وخطط عمل للوزارة، وعن ما حدث ويحدث. استأذنته بــاملــغــادرة، بعد أن قلت لـه كثيرا مما ذكرته الحقا في الحلقة التلفزيونية املباشرة. كان اللقاء صدفة، وكان الوزير فوق العادة، لم يسبق أن التقيت مــســؤوال فــي 15 دقيقة بــدون موعد، ولــقــد قـلـت جــل مــا أريـــد قــولــه عــن الــهــم الثقافي واإلعــالمــي، وكـــان مطلعا ومـتـابـعـا، ولـيـس كما ظننته سابقا مجرد إداري ال يحمل همًا ثقافيا. الــغــريــب أنــنــي قـــرأت الـكـثـيـر مــن املــقــاالت تنتقد الوزارة في الفترة املاضية، وعندما التقيته، قلت فـي نفسي إن اإلعـالمـيـني والـكـتـاب اعــتــادوا على الـنـقـد عــن بــعـد، فـهـل زاره مــن كـتـب املــقــال؟ وهل نــاقــشــوه كـمـا فـعـلـت؟ إن كـــان قـبـل لـقـائـي صدفة فلن يرفض لقاءهم بموعد، ختاما أقــول أعطوا الـوزيـر فرصة فلم يمض لـه إال أشـهـر، وال يمكن أن نلوم وزيرا على تراكمات سنني طويلة، إال إن كان هنالك من سيتضرر من نجاح الوزير فهذا أمر آخر!