Okaz

مع وزير اإلعالم بالصدفة !

- عبدالرحمن الثابتي @A_ALTHABTY

ليلة الخميس الـفـائـت تـوجـهـت إلى مقر وزارة الثقافة واإلعالم والقنوات الــســعــ­وديــة، حـيـث كــان لــدي لــقــاء في بـرنـامـج الـثـقـافـ­ة الــيــوم فــي قـنـاة الـثـقـافـ­يـة، كنت مشغوال بعنوان الحلقة (أزمة الخطاب الثقافي) وكيف يمكن أن أتحدث عن هذا املوضوع بصدق وشفافية؟ وكيف أمللم شتاته؟ وبينما أنا أحدث نـفـسـي فــي مــواقــف الــــــوز­ارة، رأيـــت ســيــارة واقفة على مدخل الوزارة وحولها سائق ينتظر، كانت الساعة السادسة إال عشر دقـائـق مـسـاء، توقعت أنها سيارة وزير اإلعالم، سألت السائق فأكد لي ذلك، قلت «يا صدفة حلوة من غير ميعاد» دعني أناقش أزمة الخطاب مع معالي الوزير! عــلــى بـــاب املــصــعـ­ـد الــتــقــ­يــت مــوظــفــ­ا، ســألــتــ­ه عن مـكـتـب الـــوزيــ­ـر فــقــال الــــدور الــخــامـ­ـس، وصعدت إلـيـه، وجــدت موظفا وحـولـه آخـــرون، سألته أين معالي الــوزيــر، قــال: «فــي مكتبه كيف أخدمك؟» قلت أرغب في لقائه، قال هل لديك موعد فأجبت بالنفي، فطلب اسمي وطلب مني االنتظار، ونقله ملعالي الوزير، بعد مرور 15 دقيقة تقريبا، نادى املــوظــف بــاســمــ­ي ودخــلــت عــلــى مــعــالــ­ي الوزير، قـلـت فــي نفسي وزيـــر ال أسـتـغـرق 15 دقـيـقـة في الدخول عليه، بشارة خير، استقبلني وتحدثت إليه عن طموحاتي الثقافية والفكرية كإعالمي وككاتب وكمنتم لإلعالم والثقافة، كان مصغيا حـتـى انـتـهـيـت، وعــلــق عـلـى مــا قــلــت، ثــم قــال لي: يــا لـيـت املثقفني يــحـاولــ­ون الـتـوسـع فــي اإلنتاج الثقافي واألدبــي، نريدهم في املسرح والسينما وكـافـة الفنون والـوسـائـ­ل التي توصل إنتاجهم للناس وللعالم، ثم تحدث عن التجارب العاملية في نقل الروايات للسينما، وكيف يمكن أن يكون لدينا نجيب محفوظ آخر، ونوبل أخرى، تحدث عن طموحاته، عن رؤيته للوزارة، وعن البرامج وخطط عمل للوزارة، وعن ما حدث ويحدث. استأذنته بــاملــغـ­ـادرة، بعد أن قلت لـه كثيرا مما ذكرته الحقا في الحلقة التلفزيوني­ة املباشرة. كان اللقاء صدفة، وكان الوزير فوق العادة، لم يسبق أن التقيت مــســؤوال فــي 15 دقيقة بــدون موعد، ولــقــد قـلـت جــل مــا أريـــد قــولــه عــن الــهــم الثقافي واإلعــالم­ــي، وكـــان مطلعا ومـتـابـعـ­ا، ولـيـس كما ظننته سابقا مجرد إداري ال يحمل همًا ثقافيا. الــغــريـ­ـب أنــنــي قـــرأت الـكـثـيـر مــن املــقــاا­لت تنتقد الوزارة في الفترة املاضية، وعندما التقيته، قلت فـي نفسي إن اإلعـالمـي­ـني والـكـتـاب اعــتــادو­ا على الـنـقـد عــن بــعـد، فـهـل زاره مــن كـتـب املــقــال؟ وهل نــاقــشــ­وه كـمـا فـعـلـت؟ إن كـــان قـبـل لـقـائـي صدفة فلن يرفض لقاءهم بموعد، ختاما أقــول أعطوا الـوزيـر فرصة فلم يمض لـه إال أشـهـر، وال يمكن أن نلوم وزيرا على تراكمات سنني طويلة، إال إن كان هنالك من سيتضرر من نجاح الوزير فهذا أمر آخر!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia