بعد 99 عاما.. يد «العزم» تنفض الغبار عن قطار املدينة
بــعــد 99 عــامــا مــن الــتــوقــف، يـنـفـض الــغــبــار عــن مـحـطـة القطار باملدينة املنورة لتتحول من مجرد إرث تاريخي إلى واقع معاش، تلمسه األجيال الحالية، ويدخل في منظومة املستقبل لألجيال القادمة. ويعود تاريخ محطة القطار في املدينة املنورة إلى عهد السلطان العثماني عبدالحميد الثاني بغرض نقل الحجاج، وكانت تربط بني دمشق واملدينة املنورة؛ إذ تم تشغيلها في العام ،1908 لكن تـم تدميرها فـي الـعـام 1916 بعد الــثــورات العربية على الحكم العثماني فـي املنطقة. وكـانـت رحلة القطار العثماني تستغرق خمسة أيـام من دمشق وصـوال إلى املدينة املنورة يقطع خاللها 1300 كيلومتر تقريبا، إال أن الـقـطـار الــيــوم سيقطع ثلث هذه املسافة 450( كيلومترا تقريبا) في غضون 120 دقيقة فقط؛ إذ تصل أقصى سرعة له إلى 300 كيلومتر في الساعة، ما يدلل على مدى التطور الذي شهدته صناعة القطارات. واليوم ينطلق القطار من محطته التاريخية في احتفال يرعاه خـــادم الـحـرمـني الـشـريـفـني املــلــك سـلـمـان بــن عـبـدالـعـزيـز، تأكيدا ألهمية خـطـوط السكك الحديدية فـي خـدمـة الـوطـن واملواطنني وحركة التجارة. لكن بناء اليوم يختلف عن األمس؛ إذ إن املحطة صبغت بالكامل وفق إطار عصري، وبنيت وفق أسس ومعايير عاملية لتواكب املستقبل والقرن الـ12. وقـــد تــم تصميم وإنــشــاء مـحـطـة قــطــار الــحــرمــني بـاملـديـنـة وفقا ألحــدث األنظمة واملعايير العاملية، وتبعد محطة قطار املدينة عن املسجد النبوي الشريف تسعة كيلومترات تقريبا، وعن مطار األمير محمد بن عبدالعزيز الدولي باملدينة 13 كيلومترا. وبلغت التكلفة اإلجمالية للمشروع أكثر من 1.5 مليار ريال، ومساحته 268 ألـــف مـتـر مــربــع، وطــاقــتــه االسـتـيـعـابـيـة 4000 مـسـافـر في الساعة.