Okaz

العبء الذي حملته أكتافنا !

-

لــو سئلت مــا هــي العقوبة الـتـي تتمناها لبعض املـتـهـمـ­ني بـالـفـسـا­د ؟! ألجــبــتـ­ـه: الـــبـــر­اءة، فـلـن أفرح بــإدانــة أشـخـاص كنت أنـظـر لهم بـإعـجـاب وأشعر تجاههم بـاحـتـرام، ففي ذلــك خيبة أليمة وحسرة عــظــيــم­ــة، فــبــعــض­ــهــم كـــــان مــــســــ­ؤوال أؤتــــمــ­ــن على حاضرنا ومستقبلنا، وبعضهم كان حاميا للعدالة والــنــزا­هــة، وبعضهم كــان قــدوة للنجاح ونبراسا للكفاح، لذلك ليس سها علينا أن نستوعب حقيقة ما جرى أو نفيق من صدمته ! صحيح أن الفساد لم يكن شبحا خفيا، بل وحشا مـفـتـرسـا صـــال وجــــال أمــــام أعـيـنـنـا وبـــني أيدينا، وأفـسـد حياتنا ودمــر آمالنا وحطم ثقتنا وعطل تنميتنا، وصحيح أن املجتمع كان يعرف العديد مــمــن تــيــقــن مــــن فـــســـاد­هـــم أو أحــــاطــ­ــت الشبهات بـأعـمـالـ­هـم، وظـنـنـا أنــهــم أبــعــد مــن أن تـطـالـهـم يد العدالة، لكن من الصادم أن نجد أنفسنا في موقف االختصام مع بعض من كانوا األمل في اإلصاح والقدوة في النجاح، فذلك أشبه بالتعرض لطعنة في الظهر ! ستكون للعدالة الكلمة الفصل في الحكم على كل شخص اتهم بالفساد، تبرئ من كان بريئا وتعاقب من كـان مـدانـا، لكن املجتمع ال يبحث عن العدالة وحـدهـا، بـل يبحث عـن إجـابـات ألسئلة حاصرته طيلة عقود من الزمن نهشه فيها الفساد با شفقة: ملــــاذا وجـــد الــفــســ­اد الـبـيـئـة الــخــصــ­بــة، وملـــــاذ­ا عمر طويا، وملاذا نجح الفاسدون بالوصول إلى مواقع املسؤولية، وملاذا سمح لهم بالصعود على أكتافنا القتطاف الثمار، ثم الجلوس عليها اللتهامها ؟! باختصار.. قد تعوض العدالة الوطن بعض أمواله املــنــهـ­ـوبــة، لــكــن مــن سـيـعـوضـن­ـا نــحــن عــن معاناة الحمل الثقيل الذي حملته أكتافنا ؟!

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia