Okaz

الصاروخ العبثي والغضب السعودي

- أسامة يماني * ‪@ osamayaman­i‬

الصاروخ الحوثي اإليراني على العاصمة السعودية الرياض بلد الحرمني الشريفني، يشكل عبثًا إيرانيًا منقطع النظير ويظهر مدى اإلحباط اإليراني الذي وصلت إليه وانعدام الحيلة بعد الضربات السعودية املوجعة لها في اليمن وفي العراق وعلى املستوى الـدولـي، وتغير التوجه األمريكي نتيجة الحراك الدبلوماسي السياسي السعودي الذي غير اتجاه اإلدارة األمريكية واألوروبية تجاه إيران، مما جعلها تقوم بمثل هذه العبثية من خالل أدواتها في املنطقة، بعد أن رأت الضغط السعودي والدولي ضد حزب الله والحرس الثوري، فلجأت لتحريك الحوثي إلطـالق صواريخ عديمة الجدوى والتأثير ضد السعودية بهدف إشهار قدرتها على خلط األوراق فـي داللــة واضـحـة على مـقـدار الجهل بــاألوضــ­اع الـدولـيـة ومــدى مـا يمثله هذا العدوان من كشف للنوايا العدوانية اإليرانية التي تمثل انتهاكًا للسلم الدولي واالستقرار الذي يهم العالم أجمع. إيـران اعتقدت أن العالم منشغل عنها بقضايا أكثر أهمية وأرادت أن ترسل رسالة إلى السعودية دولة الحزم والعزم بأنها تستطيع أن تصعد الوضع بإطالق هذه الصواريخ العبثية وأنها بذلك تشعر السعودية بـــاألورا­ق التي تمسك بها، وغــاب عنها بـأن هـذه العبثية تكشف وجهها القبيح وتعطي لدولة السعودية القدرة على الرد دبلوماسيًا وعسكريًا ضدها مباشرة على هذا العدوان السافر، مما يجعلها مكشوفة سياسيًا وعسكريًا ويضع العالم أمام مسؤولياته والتزامه تجاه هذا العدوان اإليراني الفاشل. الغضب السعودي ليس بغضب العاجز والضعيف بل غضب القادر والقوي واملتمكن، غضب من يملك كل أوراق اللعبة ويسيطر على أرض املوقع بالرغم من األلـغـام العبثية التي نشرتها إيران من خالل عميلها الحوثي في البر والبحر. الغضب السعودي غضب العاقل املدرك ألبعاد العبثية اإليـرانـي­ـة ومــا يجب اتــخــاذه مـن إجــــراءا­ت وتـصـرفـات تـتـوافـق مـع الـقـانـون الــدولــي وتـوظـيـف هذه العبثية اإليرانية دوليًا وجعل دول العالم تقوم بالتزامها ضد إيران وعليه انطالقًا من مسؤولياتها الدولية. وقـد جـاءت تصريحات وزيـر الخارجية السعودي لتعكس غضب القدرة والحزم والعزم والخيارات املفتوحة واإلمكانيا­ت على الـرد على كافة األصعدة بالشكل الـذي يصب في مصلحة السعودية ويحقق األمـن والسلم اإلقليمي والعاملي. فإيران ومالليها ال يعرفون سوى لغة القوى والجسارة واإلمكانيا­ت. وما يقومون به من عبثيات بهدف إرسال رسائل لن تصل للجهة املرسلة لها؛ ألن من ترسل لها هذه الرسائل قادرة على الرد لكافة االتجاهات ولكافة النواحي ووضع كافة األمور في نصابها. ولقد سبق لولي العهد السعودي أن حذر إيران من تغير قواعد اللعبة وأن السعودية قادرة على نقل الحرب إلى داخل إيران غير أن إيران لم تدرك ذلك، ما استدعى األمر إلى أن يصرح وزير الخارجية بأن السعودية تملك كل الخيارات. وقد جـاءت تصريحات البنتاغون األمريكي بالترحيب بالتصريحات السعودية حول دور إيران الشرير في اليمن وأن السعودية وأمريكا تعمالن معًا ملحاربة املتطرفني وإنهاء نفوذ إيران املزعزع لالستقرار في منطقة الشرق األوســط، لتؤكد أن السعودية تتناغم مع كل العالم تجاه إيــران الشر والكراهية والطائفية واالنغالق وأن القادم سيكون مظلمًا إليران املاللي والعدوان.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia