Okaz

بني الفساد والفشل

- عبدالعزيز محمد النهاري

يصطدم نحو مليون مواطن من أبنائنا وبناتنا الباحثني عن عمل وعددهم بحسب أرقام الهيئة العامة لإلحصاء للربع الثاني من عام م2017 ( 1,075,933 )، يصطدم هذا العدد بكم من املعوقات التي لم تفد الكثير من اإلجراءات الحكومية في حلها، رغم الهالة اإلعالمية الكبيرة الـتـي صاحبت بــرامــج الـتـوطـني خــالل الـسـنـوات املاضية، والتي ومن وجهة نظر خاصة جدا ووجهت بتحايل أرباب العمل وبالتساهل في فـرض «التوطني» وتوجيهه إلـى مهن غير مغرية ألبناء وبنات املواطن وترك مهن أخرى يشغلها غير املواطنني الذين تبلغ نسبتهم %73.4 من قوة العمل في بالدنا، ولو استثنينا املهن غير املهارية وغير املكتبية والعمالة املنزلية واملهن الخدمية الدنيا، فإننا سنجد أن املهن الباقية يمكن توطينها دون املساس أو التأثير على أعمال ونشاطات القطاع الخاص إذا ما توفرت النية الخالصة والرغبة الصادقة في تمكني املواطن واملواطنة من تسلم مسؤولية العمل في أي مجال يخدم الوطن واملواطنني، ويعود بالنفع على املجتمع بكامله، ألن كل مقابل مادي «شريف» يحصل عليه املواطن، لن يخرج من حـدود الوطن كتلك املليارات من الرياالت التي تقوم بتحويلها العمالة الوافدة، والتي بحسب إحصائيات بداية العام امليالدي بلغت 11.9 مليار ريال خالل شهر أبريل من العام املاضي وهي برغم انخفاضها عن السابق، إال أنها تظل مبالغ عالية جدا يفقدها الــوطــن بشكل شــهــري، ويمكن أن تنخفض إذا تــم ترشيد إعــداد العمالة الــوافــد­ة وتفعيل «الـتـوطـني» بشكل علمي مدروس، خصوصا في املهن التي يمكن للمواطن شغلها بكل كفاء ة واقتدار، ويمكن للقطاعني العام والخاص وضع خطة إستراتيجية مدروسة وغير ارتجالية تضع ضمن أولوياتها حل هذه املشكلة، ومراعاة تزايد أعــداد املواطنني الخريجني من الجنسني في كل عام والذين سـيـزيـدون نسبة البطالة أن لـم يتم التعامل مـع هــذا الـوضـع على أساس أنه واجب وفرض على الجهات الحكومية املعنية، فال معنى ألن نجد مئات الخريجني في تخصصات طبية مساعدة يبحثون عـــن عــمــل ومــثــلــ­هــم مـــن خــريــجــ­ي الــتــخــ­صــصــات الــعــلــ­مــيــة األخــــرى كالهندسة واملالية على سبيل املثال ال الحصر. لــقــد كــنــت ومـــازلــ­ـت أعــتــقــ­د بـــأن مــســألــ­ة الــتــوطـ­ـني وتـخـفـيـض نسبة الـبـطـالـ­ة أحـــد أهـــم أهــــداف الــــــوز­ارات واملــؤســ­ســات والــهــيـ­ـئــات، لكن اســتــمــ­رار املــشــكـ­ـلــة وعــــدم وجــــود مـــؤشـــر­ات حـقـيـقـيـ­ة لـحـلـهـا طوال السنوات املاضية تجعلنا أمام وضع ال أقول بأنه فساد وإنما هو فشل في تحقيق أحد أهـداف الدولة، ويحتاج إلى مساءلة وتقص وحكم رادع على املقصرين.

للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 123 مسافة ثم الرسالة

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia