Okaz

الراعي.. في سعودية التسامح والتعايش غدا

- فهيم الحامد (جدة)

لن تكون زيارة البطريرك املـــارون­ـــي اللبناني الــــراعـ­ـــي بشارة للسعو د ية غـــــــــ­ــــــــــ­ـــدا (اإلثـــــن­ـــــن)، زيــــــار­ة بــروتــوك­ــولــيــة عــلــى اإلطـــــا­ق، العــتــبـ­ـارات عــــدة، إذ يـعـتـبـر الـــراعــ­ـي أول رئيس مـجـلـس بــطــاركـ­ـة يــــزور املــمــلـ­ـكــة، فــي مــؤشــر على حـــرص الــريــاض تجسيد دبـلـومـاس­ـيـة التسامح ونــهــج الــتــقــ­ارب والـتـعـاي­ـش الـسـلـمـي والوسطية والحوار واالنفتاح بن األديان. زيارة الراعي التاريخية جاء ت بمبادرة من خادم الحرمن الشريفن امللك سلمان بـن عبدالعزيز، الــــذي كـــان ســبــاقــ­ا لـلـكـثـيـ­ر مــن مـــبـــاد­رات الحوار والسام في املنطقة والعالم. وهذا ما أكده وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان بـأن الـزيـارة املرتقبة للبطريرك اللبناني إلــى الــريــاض تـؤكـد انفتاح السعودية وتعكس نهجها للتقارب والــتــعـ­ـايــش الــســلــ­مــي واالنـــفـ­ــتـــاح على جميع مكونات الشعوب العربية. وتلقى الـراعـي دعــوة لـزيـارة السعودية، لـلـقـاء خـــادم الــحــرمـ­ـن الــشــريـ­ـفــن، وولي العهد األمــيــر محمد بــن سلمان بــن عبدالعزيز. والـافـت هنا أن لقاء امللك سلمان مـع البطريرك املاروني اللبناني بشارة الراعي؛ وهو األول من نـوعـه فــي تــاريــخ اململكة، سيكون محط اهتمام األوســـــ­اط الـلـبـنـا­نـيـة والــعــام­لــيــة، كــمــا ســتــكــو­ن له انـــعـــك­ـــاســـات إيـــجـــا­بـــيـــة لــتــطــو­يــر الـــعـــا­قـــات بن الــبــلــ­ديــن، كــمــا هـــو تــأكــيــ­د عــلــى اهــتــمــ­ام اململكة بـالـوضـع الـلـبـنـا­نـي، وتـرسـيـخ للنهج السعودي الهادف إلى التقارب والتعايش السلمي واالنفتاح على اآلخر. وتــجــســ­د زيـــــارة الـــراعــ­ـي إســتــرات­ــيــجــيـ­ـة التقارب السعودي ــ اللبناني، بالنظر إلى فاعلية الرياض ودورها املميز في العالم العربي، فضا عن كونها تــتــمــا­زج مــع الــتــوجـ­ـه الــســعــ­ودي إليــجــاد قواسم مــشــتــر­كــة بـــن األديـــــ­ــان، وتــعــزيـ­ـز نــهــج التواصل والتاقي مع سائر الثقافات واألديان. وتأتي الزيارة في لحظة تشهد تحوالت مصيرية كبيرة في املنطقة وفي العالم بأسره، ليس على املــســتـ­ـويــات الــســيــ­اســيــة فــحــســب، وإنـــمـــ­ا على صعيد التعايش بن مختلف الحضارات والــثــقـ­ـافــات اإلنــســا­نــيــة، وتـــؤكـــ­د حرص الــســعــ­وديــة عـلـى أمـــن واســتــقـ­ـرار لبنان وإبــــعــ­ــاده عـــن أيــــة مــــؤثـــ­ـرات خارجية، وتحديدا من إيران التي تتطلع لتحويله إلى بؤرة طائفية.

وتــتــزام­ــن زيـــــارة الـــراعــ­ـي مـــع استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، فيما ال يزال الرئيس ميشال عون متمسكا بموقفه الرافض للتعامل معها. السعودية باستقبالها للراعي تثبت للعالم أنها حريصة على فهم ثقافة اآلخر وتعزيز مــشــروع الــوســطـ­ـيــة واالعــــت­ــــدال. وتستغرق زيـــــــا­رة الــــراعـ­ـــي إلـــــى الــــريــ­ــاض يوما واحــــدا يــغــادر مـنـهـا إلـــى روما للمشاركة فــي مجالس عمل بابوية.

 ??  ?? الملك سلمان بن عبدالعزيز
الملك سلمان بن عبدالعزيز
 ??  ?? بشارة الراعي
بشارة الراعي
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia