املشاركون: سالم بعض املجتمعات.. سالم لكل املجتمعات
اختتم ملتقى «دور أتباع األديان في تعزيز الـسـام والــوئــام» أعـمـالـه بـالـدعـوة إلــى رفع شــعــار عــاملــي جــديــد بــعــنــوان «ســــام بعض املجتمعات هو سام كل املجتمعات»، وذلك اعتمادًا على أن العالم قـد أصبح مترابطا بشكل يمتد فيه فساد الجزء إلـى من حوله ومــن بــعــد عـنـه، مــحــذرًا مــن أن الـتـهـاون في تـطـبـيـق قــيــم الــعــدالــة والــحــريــة والتسامح والـسـام بن مختلف الديانات والثقافات، ســيــصــنــع نــــــواة مــحــتــمــلــة لــفــكــرة متطرفة أو جــريــمــة إرهـــابـــيـــة، وأن عــــدم االنتصار للمظلومن سيكون له عواقب وخيمة. وطـــالـــب املــلــتــقــى فـــي تــوصــيــاتــه بتكثيف الــــلــــقــــاءات اإلســـامـــيـــة مــــع عــلــمــاء األديــــــان األخرى لدراسة املسائل واإلشكاالت العالقة، وتشكيل مفاهيم مشتركة حولها، والتحرر من مؤثرات الصراع التاريخي بن أتباعها وذلـــك بـهـدف نشر ثقافة الــســام والتفاهم، ورفــض الـتـرويـج لثقافة العنف والكراهية واإلقــصــاء، وعــدم تسميم الفضاء اإلعامي بما يـؤجـج الـصـراعـات الدينية والطائفية والفكرية. وشــــــدد املـــشـــاركـــون عــلــى أهــمــيــة التعاون والـتـنـسـيـق بــن مــؤســســات األديــــان الكبرى فــــي الـــعـــالـــم لـــلـــتـــواصـــل مــــع صـــنـــاع القرار الـسـيـاسـي والـثـقـافـي واالجــتــمــاعــي لتمكن القيم واملــبــادئ الدينية واألخـاقـيـة العليا واملشتركة. وأكدوا ضرورة االعتراف بإمكانية التعايش والــلــقــاء بــن األديــــــان والــثــقــافــات املختلفة رغــمــًا عــن عــمــق االخـــتـــاف، وعــــدم السماح بـــاســـتـــغــال أي فــــجــــوات وتــفــجــيــرهــا عبر الـخـافـات الشكلية، والعمل مـع الفعاليات السياسية واالجتماعية والحقوقية الحترام الخصوصيات الدينية أو الثقافية لألقلية واألكثرية، ودعـوة هذه الفعاليات لإلسهام فـــي نــهــضــة بــلــدانــهــا، وأن تــكــون نموذجًا للمواطنة الـحـقـة، متمثلة بحسن التعامل والــتــعــايــش والــتــســامــح، وأن تــكــون مصدر إشــــعــــاع حــــضــــاري وعـــلـــمـــي فــــي بلدانها، ومـطـالـبـتـهـا بــالــنــأي عـــن دعـــــوات التطرف والكراهية واالسـتـفـزاز واالنـفـصـال ومــد يد العون واملساعدة إلـى الاجئن واملشردين وضحايا الــحــروب والــصــراعــات، واإلسهام في تخفيف معاناتهم واحتوائهم إيجابيا حــتــى يــتــجــاوزوا مـحـنـتـهـم بــســام دون أن تتخطفهم االنحرافات الفكرية والجماعات اإلرهابية. وشــكــر املـلـتـقـى جــهــود الــرابــطــة فــي توعية األقليات اإلسامية وتعزيز برامج اندماجها اإليـــجـــابـــي فـــي مــجــتــمــعــاتــهــا ومـــــد جسور التواصل الحضاري مع الجميع.