أين نضع أقدامنا؟
األحداث تطل برأسها كأفعى األصلة ضخمة ومرعبة. ونذور دق طبول الحرب يصرفها املحللون من كل اتجاه، ليصبح السؤال هل هي حرب تدور رحاها في املنطقة، وما هو موقفنا منها؟ وإن كانت تمسنا، فهذا أدعــى ألن نتنبه أيــن نضع أقـدامـنـا، فنحن في األســــاس نــخــوض وغـــى املــعــركــة الـحـربـيـة والـسـيـاسـيـة، وهـــي نــتــاج ملا بعد ثــورات الربيع العربي، ومنذ انــدالع تلك الـثـورات واململكة إحدى أهم الركائز املستهدفة في اإلسقاط والتقسيم، وأثناء تلك الفترة لعبت الخارجية السعودية دورا بارزا في تجنيب الباد تلك العاصفة املدمرة، حتى إذ وقف اإلخوان على أرض مصر كنا نحن في املواجهة مباشرة إذ لم يبق من قوة إقليمية سوى السعودية وكان يقال (جاءكم الدور).. وكانت البلد في حالة تأهب واستنفار، وبقيت آثار الثورات قائمة على الــدول التي خاضت البقاء أو الفناء، وتوالت األحــداث مع بقاء مخطط الشرق األوسط الجديد قائما (فقط حدث تغير السيناريو).. وكانت دول الخليج هي الكتلة املتماسكة التي استعصت على االنهيار، وساعدها على التوازن الشرعية السياسية والثروة املالية، وبعد تباطؤ الــثــورات العربية كــان ال بــد مــن إيــجــاد خــرم إبـــرة إلســقــاط هــذا التكتل الخليجي، وألن قطر لعبت دورا مفصليا في الثورات العربية كانت هي (الــخــرم)، وأثـنـاء انــدالع الـحـروب العربية وجــدت إيــران نفسها تكتسب أراضـي (بفعل اهتزاز األنظمة العربية)، فتواجدت في العراق وسورية ولبنان ممثلة مظلة على رأس دول الخليج واستفادت من االنقابيني في اليمن لتكون هناك.. أي أنـنـا دخلنا تحت محاولة الضغط إن لـم نتحرك ملنع الضغط من الشمال والجنوب، فحدثت عاصفة الحزم، ولم تكن لتفعلها السعودية لوال أن الحكومة الشرعية استنجدت باململكة، وكان في ذلك رغبة إليقاف االمتداد اإليراني كساح وأطماع من خال املؤيدين للوجود اإليراني ومع تثبيت الوضع الراهن.. أين يمكن ان يكون للمملكة حرب قادمة؟ بـاألمـس تـحـدث حسن نصرالله بــأن السعودية تقيم حلفا مـع أمريكا وإسرائيل للقضاء على حزب الله املمثل إليــران، وفي هذا القول تسليم بأن إسرائيل جندي من جنود السعودية يأتمر بأمرها (يفعل ويترك) فــإذا وصلنا لهذه املـقـدرة مـن جعل الـعـدو يـحـارب عنا نكون فـي حكم املـقـتـدر وال نحتاج التهامنا أنـنـا نعبث فــي لـبـنـان، إذ كــان بمقدورنا تحريك الغير ونحن في منازلنا.. أرى أن وضـع السعودية في سلسلة الثورات العربية ال يتم وفق مخطط الشرق األوسط الجديد، إال من خال إضعافها اقتصاديا، وألن املخطط السعودي يعلم تماما بأن السيناريو املتغير يقوم على جعل املنطقة متضعضعة بني دول مزقتها الحرب ودول تنهار اقتصاداتها، أعتقد أن التكهن باندالع حرب سيكون بتلك الصيغة االقتصادية.