تركيب املظالت على املطاف !

.. ال أملك إال أن أسأل الله طول العمر لخادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز الذي ما فتئ يواصل العمل ليل نهار لتنفيذ املشاريع التنموية التي ترقى باملستوى الحضاري لجميع مناطق اململكة وسياسته الفاعلة لتصبح السعودية خالية مـن الفساد بكل صنوفه وحرصه – حفظه الله – على تحقيق األعمال النافعة للمسلمني عامة والتي كان آخرها تفضله – رعـاه الله – بإصدار األمر بتركيب املظالت على املطاف حول الكعبة وقد بدأ العمل في تركيبها، والتي سبق وأن كتبت بتاريخ 4 رمضان ـه1438 تحت عنوان «يا خادم الحرمني أنت لها»: كل من تمكنه الظروف للصالة باملسجد الـحـرام من املؤمنني يسعى إليها طمعًا في األجــر الذي ورد في حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسـلـم:«صـالة فـي مسجدي هــذا أفضل مـن ألــف صــالة فيما ســواه إال املسجد الــحــرام، وصــالة فـي املسجد الــحــرام أفـضـل عما سواه مائة ألف صالة». ولــــذا دائــمــًا مــا يـمـتـلـئ املــســجــد الـــحـــرام والــســاحــات املـحـيـطـة به باملصلني الذين جاؤوا من كل فج عميق، إضافة إلى من يتمكن من املواطنني واملقيمني ألداء الطواف والصالة فيه. والواقع أن املظالت التي أمرت الدولة بتركيب املئات منها داخل املسجد الـنـبـوي وفــي الـسـاحـات مــن حـولـه قــد حمت املصلني من حـــــرارة الــشــمــس مـثـلـمـا وقــتــهــم مــن الــبــرد الـــقـــارص أيــــام وليالي الشتاء. ومـــن هـــذا املـنـطـلـق فــإنــنــي أرفــــع ملــقــام خــــادم الــحــرمــني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله ووفقه للخير– أن يتكرم ويـصـدر أمــره للجهات املختصة بــدراســة مـشـروع إنـشـاء مظالت باملسجد الـحـرام ومــا حواليه على غــرار مظالت املسجد النبوي الشريف وساحاته والــرأي السديد لولي أمرنا صاحب املبادرات الكريمة وأعمال البر والتقوى حفظه الله ورعاه. .. وباملناسبة فإني أعود إلى موضوع اإلطالة في الخطب بالتكرار، بينما املطلوب اإلفادة بإيجاز وإرشاد املسلمني إلى ما فيه صالح أمــرهــم. وأقـــرب شـاهـد على أهمية اإليــجــاز مــا خطب بــه الرسول صلى الله عليه وسلم يــوم عرفة والـتـي نصح وأبــان فـي أقــل من

َْ َُ ََ صفحة منها قوله عليه الصالة والـسـالم: «إن دمــاءكــم وأموالكم

ِْ َِ َْ حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا. أال

َْ ََ َُ ََّ َّْ َُ كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية

َِ َِ ٍَ موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث َِِ

ِِ َِ ٍَ كــان مـسـتـرضـعـًا فــي بــنــي ســعــد فـقـتـلـتـه هـــذيـــل، وربــــا الجاهلية مــوضــوع، وأول ربــًا أضـــع ربــانــا ربــا عــبــاس بـن عبداملطلب فإنه

ُُ َِ ُُّْ ٌْ ََّ َْ َِ ََ

َُ موضوع كله. فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله

ِْ َْ واستحللتم فروجهن بكلمِة الله، ولكم عليهن أن ال يوطئن فرشكم أحـــدًا تــكــرهــونــه؛ فـــإن فـعـلـن ذلــك فــاضــربــوهــن ضــربــًا غير مبرح، َِ َِ

ٍْ َُ َُُ ََُْ ََ ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن باملعروف. وقد تركت فيكم ما لن

ِّْ َِ تضلوا بعده إن اعتصمتم بِه كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما

َِ ُِ أنتم قائلون؟» قالوا: «نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت»، فقال

ََ ََ بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: «اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثالث مرات». وثـانـيـة أعــود وأســـأل لـخـادم الـحـرمـني الشريفني املـلـك سلمان بن عبدالعزيز، بطول العمر وتمام العافية ليمنحنا املزيد من العطاء في جميع املجاالت والله يجزي املحسنني. قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطل ما شاء».