«موس» آل الشيخ يطال النصر!

ال أكشف سرا إن قلت إن حديث رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ فـي مؤتمره الصحفي األخـيـر عـن رئيس النصر فيصل بن تركي ودعمه له أثـار حفيظة النصراويني الذين اعــتــبــروا أن مــبــادرة أرفـــع مــســؤول ريــاضــي بـتـقـديـم الدعم املطلق لرئيس ناديهم وبهذا الشكل العلني يعني بالنتيجة أن األوضاع املتدهورة في النصر ستزداد سوءا، وأن األمير فيصل بن تركي الذي كان يواجه ضغطا متزايدا من جمهور النادي لتصحيح الوضع في النصر سيشعر بارتياح بالغ ما دام أنه يحظى بتغطية قوية من رئيس هيئة الرياضة. ومما زاد من إحباط النصراويني هو أن حديث الدعم الذي تلقاه رئيس ناديهم جاء في وقت راهن أكثرهم على معالي املستشار تركي آل الشيخ لينقذ ناديهم من حالة الضياع واالرتــبــاك الـتـي دخلها منذ موسمني وعـجـز إدارة النادي عن وضع حد ملشكالته املتفاقمة، فشعر البعض من جمهور النصر أن «املوس ليس على كل الروس»، وهو الشعار الذي رفعه آل الشيخ للتأكيد على أن جميع األنـديـة ورؤساءها يقفون على قدم املساواة أمام عدالة الهيئة، وأن الهيئة تقف على مسافة واحدة من الجميع. ويبدو أن ردود أفعال جمهور النصر على تعليقات رئيس الهيئة فـي مـؤتـمـره الصحفي عـن النصر ورئـيـسـه وصلت ملعاليه، وبإحساس رفيع باملسؤولية بادر معالي املستشار تركي آل الشيخ إلى تصحيح موقفه من خالل حديثه ليلة أمـــس األول لـبـرنـامـج أكــشــن يــا دوري، حـيـث قـــال: «فـــي ما يخص نــادي النصر أنـا قاعد أراقــب أوضـاعـه بشكل دقيق وأتابع وضعه املالي، وأرجو من إدارتـه أن تتحرك للحفاظ على مكتسبات النادي في الدوري واملسابقات األخرى». ويفهم من هذا التصريح واالستدراك املقتضب أن آل الشيخ رفــع الـغـطـاء عــن رئـيـس الـنـصـر، وأن مــا يـجـري فــي النادي يخضع لـلـمـراقـبـة والـتـقـيـيـم ليبني عـلـى الــشــيء مقتضاه، حاله كحال األنـديـة األخــرى، وأن «املــوس على كل الروس» دون استثناء، وأن رئيس النصر فيصل بن تركي ال يملك شيكا على بياض من معاليه كما فهم جمهور الـنـادي من حديث معاليه األول. وشــخــصــيــا أتـــوقـــع أن تــصــريــح مــعــالــيــه لـــه مـــا بـــعـــده، وقد يـكـون مـن أجــل تمهيد الطريق لــقــرارات أخــرى قـد ال يطول انتظار جمهور النصر لها، لتدارك األمـر قبل حلول موعد االستحقاقات الصعبة التي تلوح في سماء النصر وتنذر بالكارثة. وبالطبع ال أحـد يستطيع التنبؤ بطبيعة اإلجـــراءات التي قد تتخذها هيئة الرياضة ملعالجة األوضاع بنادي النصر، لكن املؤكد هو أن كل االحتماالت واردة وممكنة، بما في ذلك إعفاء رئيس النادي فيصل بن تركي، وتكليف إدارة جديدة، وهو الخيار الـذي يبدو أنه ال مناص منه في ظل التدهور املستمر ألوضــاع الـنـادي، خصوصا تفاقم أزمته املالية، وعجز اإلدارة الحالية عن إيجاد الحلول له.