العلي.. ممثل خلد في ذاكرة السعوديني
٧٤ ﻳﻮﻣﺎ ﺗﻔﺼﻞ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟـ٥١ ﻟﺮﺣﻴﻞ ﺃﺣﺪ ﺃﻫﻢ ﻣﺆﺳﺴﻲ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﺎ ﻭﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻱ، ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻠﻖ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﻴﻦ، ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮﺩ »ﻣﺮﺕ ﺳﺮﻳﻌﺎ« ﺃﺛﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺑﻌﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺴﻬﺮﺓ »ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺣﻤﺪ« ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺳﺘﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ )ﺃﺳﻮﺩ ﻭﺃﺑﻴﺾ(، ﻭﺗﻠﺘﻬﺎ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ، ﻭﻟﻌﻞ ﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺷﻬﺮﺓ ﻣﺴﻠﺴﻞ »ﺧﻠﻚ ﻣﻌﻲ« ﺑﺄﺟﺰﺍﺋﻪ ﺍﻟﺴﺘﺔ. »ﻋﻜﺎﻅ« ﺗﺴﺘﻌﻴﺪ ﻭﻣﻀﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻠﻲ ﺃﻭ »ﺃﺑﻮ ﺳﺎﻣﻲ« ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺅﻩ ﻗﺒﻞ ﺯﻭﺍﺟﻪ، ﺃﻭ ﻣﻬﺎﺟﻢ ﻓﺮﻳﻖ ﻧﺎﺩﻱ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻡ )ﺃﻫﻠﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﺁﻧﺬﺍﻙ(، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﻭﻝ ﻣﺬﻳﻊ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﻳﻄﻞ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻘﻨﺎﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ. ﻻ ﻳﻨﻔﻚ ﺍﻟﺨﻮﺽ ﻓﻲ ﻏﻤﺎﺭ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﻌﻠﻲ، ﻣﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻷﺳﻰ، ﺍﻟﺘﺸﻮﻳﻖ، ﺍﻟﻔﺮﺡ، ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﺇﺫ ﺇﻥ ﺫﻛﺮﺍﻩ ﺷﺮﻳﻂ ﻣﻤﺘﻠﺊ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻮﻟﺔ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺿﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﻤﻖ، ﻟﻜﻦ ﺍﺑﻨﻪ ﻓﻬﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻼﺯﻣﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﺭﻭﻯ ﻟـ»ﻋﻜﺎﻅ« ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ، ﺇﺫ ﺩﻭﺕ ﺻﺮﺧﺘﻪ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺣﻲ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ ﻋﺎﻡ ٩٤٩١ ﻋﻘﺐ »ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻐﺮﻗﺔ« ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﺋﻞ، ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﻓﺮﺣﺔ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﺎﻟﻢ ﺑﻘﺪﻭﻡ ﺍﺑﻨﻪ، ﻟﻢ ﺗﺪﻡ ﺇﻻ ﻟﺤﻈﺎﺕ، ﺇﺫ ﺑﻠﻐﻪ ﺃﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻧﻮﺭﺓ ﺍﻟﺨﺮﻳﺠﻲ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺑﺼﺤﺔ ﺟﻴﺪﺓ، ﻟﺘﻮﺍﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻭﻻﺩﺗﻪ ﺑﺄﺳﺒﻮﻉ. بعد رحيل والدة محمد العلي وهو ابن السبعة أيام، طلب خاله حسن الخريجي الذي فقد أحد أطفاله قبل أن يتم شهره األول، أن يتولى تربية محمد، وعاش محمد في كنف والده يتيمًا، لكن املفارقة أنه لم يكتشف يتمه إال بعد أن أتم ربيعه السابع، ولم يعرف والده إال حني طلب إرساله إلى دمشق ليكمل تعليمه في مدرسة داخلية مع أخيه عبدالرحمن. الالفت أن عشر نساء كان يكن لهن العلي معزة كبيرة تصل إلى مكانة «األمومة».
الولع بـ«سينما دمشق»
وصــل اليتيم إلــى دمـشـق وارتـــدى ألول مــرة البنطال القصير، ويقول ابنه فهد لـ«عكاظ» إن والده «كان يروي لنا ذلك بطرفة، ويــقــول لــم نـكـن نـعـلـم أن لـنـا ســاقـــني». الـعـلـي مـحـمـد عـمـد إلى جمع أمواله بدمشق لحضور السينما وشــراء حلوى الهريسة «البسبوسة»، وكان مولعًا بدور السينما هناك. مكث محمد العلي فـي العاصمة الـسـوريـة دمـشـق نحو أربعة أعوام، وانتقل بعد ذلك إلى مصر ليمكث في أرض الكنانة أربعة أعــوام تـدرب خاللها على املالكمة، لكن عند عودته إلـى مسقط رأسه (الرياض) ظهرت موهبة جديدة نقلته إلى خانة الهجوم بفريق كرة نادي «أهلي الرياض» الذي يحمل اسم نادي الرياض حاليًا، واستمر العبًا في النادي ملدة عامني.
اخلروج عن النص
أكمل العلي تعليمه الثانوي في الـريـاض، وفـي معهد األنجال بالرياض شارك بأول مسرحية له عام ،1964 بحضور امللك فهد رحمه الله، حينما كان وزيرا للمعارف، ورغم بساطة الدور الذي يؤديه العلي، إال أنه فور خروجه على خشبة املسرح خرج عن النص في أول ظهور له، واستمر مرتجال ألكثر من ٠1 دقائق، ويـقـول عثمان الصالح املعلم بمعهد األنـجـال حينها إن امللك فهد لم ينفك عن الضحك لطرافة العلي وجــودة أدائــه، بحسب فهد محمد العلي. بـعـد الــدراســة الـنـظـامـيـة، اخــتــار الـعـلـي الـتـلـفـزيـون للعمل فيه، ونــال فـي عمله الـجـديـد بعثة إلــى بريطانيا لـيـدرس الهندسة اإللــكــتــرونــيــة، وعــــاد لـلـعـمـل كــــأول مــذيــع ســـعـــودي فـــي القناة السعودية الثانية (الناطقة باإلنجليزية) مطلع السبعينات. شغف العلي بالتمثيل قــاده إلــى املـشـاركـة فـي سهرة «األستاذ حمود» مطلع ستينات القرن املاضي، وقـدم أول عمل مسرحي «احـتـرافـي» عــام 1971 فـي مسرحية «املـزيـفـون»، وتـولـى إدارة شركة إنتاج سعودية في بداية التسعينات، ليخرج في نهايتها بشركته الخاصة لإلنتاج الفني التي أنتجت عـددا من أعماله، وكـان مسلسل «طعم األيــام» آخـر عمل قدمه العلي في مسيرته الطويلة.
خلك معي
وحقق مسلسل «خلك معي» صيتًا واسعًا بني السعوديني، كما أن أجزاء ه الستة فتحت انتقادات على الفنان العلي، بيد أنه يرى في حوار مع الزميلة «الجزيرة» عام 1٠٠2، أن الدراما السعودية بحاجة إلــى تـطـويـر، وأن املمثل وحــده ال يكفي «ثـمـة عناصر أهـــم مــن املــمــثــل، فــهــنــاك املــخــرج واملـــصـــور ومــهــنــدس الديكور والسيناريست، فاملمثل لوحده ال يستطيع أن يعمل». فيما يعزو الفنان عبدالله السدحان –خالل لقاء تلفزيوني بقناة روتـانـا- إلـى الفنان محمد العلي الــدور الكبير في ظهوره هو وعــدد من املمثلني، ويقول السدحان إن العلي كـان يتنازل عن أشياء كثيرة على املسرح للفنان اآلخر املشارك معه في املسرحية، فكان يهمه ظهور الشباب وبروزهم أكثر من نفسه.