أفيقوا للشرير اإليراني يا عرب
الذين ما زالــوا يعتقدون ويتصرفون ويـحـددون مواقفهم مـــن إيـــــران عــلــى أســــاس وجــــود أزمــــة بـيـنـهـا وبـــن اململكة فقط، ال تتطلب منهم الدخول فيها كي ال تسوء عالقاتهم بإيران ثم يصبحون هدفا لها، مخطئون جدًا وتقديراتهم غير صحيحة أبدًا، فاملشروع التوسعي اإليراني في الدول العربية يمثل هدفًا استراتيجيا رئيسيا في برنامج الثورة الخمينية، يخدمه بكل همة ودأب نـظـام املـاللـي منذ ذلك الوقت إلـى اآلن، وأبسط وأوضــح برهان على ذلـك النشوة الكبيرة التي تحدث بها النظام قبل وقت قريب عن سقوط أربـــع عــواصــم عربية تحت هيمنته، والتطلع إلــى سقوط بقية العواصم. هذه الحقيقة لم تعد بحاجة إلى إثبات وال يجب أن يقلل من خطرها أحد. إيران عدو حقيقي لكل الدول العربية القريبة من محيطها والبعيدة عنه، وإذا كانت اململكة في مواجهة مباشرة معها عبر وكالئها في الــدول التي زرعتهم فيها، فـــأن املـمـلـكـة اسـتـشـعـرت بـشـكـل واقــعــي خـطـرهـا املتعاظم املحدق بالجميع واستبقته باملواجهة، مع ضرورة اإلشارة إلــى كـل الـتـدخـالت التخريبية السابقة لها والـتـي لـم يعد معقوال انتظار ما هو أسوأ منها. لذلك فإن األزمـة القائمة يجب اعتبارها أزمة حقيقية بن إيران وكل الدول العربية، وعـــلـــى األقـــــل الـــتـــي وصــلــهــا الــتــخــريــب املـــبـــاشـــر بواسطة ميليشياتها وعمالئها وعصاباتها التي استطاعت التحكم بمفاصل بعض الدول والسيطرة على أوضاعها وقراراتها وعالقاتها. لذلك يكون مؤسفا جدا املوقف الرسمي اللبناني من استقالة الــرئــيــس سـعـد الــحــريــري بـمـحـاولـتـه خـلـط األوراق وقلب الحقائق ووضع النتائج محل األسباب الحقيقية، وصوال إلـى التضامن الصريح مع حـزب الله في أزمـة خطيرة هو املتسبب فـيـهـا، والــبــدء فــي الـتـسـويـق الـخـارجـي ملغالطات صارخة من خـالل وزيــر الخارجية اللبناني، بل من خالل الرئيس اللبناني نفسه، واإلساء ة العلنية املباشرة للمملكة. األمر املزعج هنا هو صمت كثير من األطـراف العربية إزاء هذا التصعيد اإليراني الخطير من خالل لبنان الرسمي، أو حزب الله على وجه الدقة باعتباره وصل إلى مرحلة تسيير السياسة اللبنانية برمتها، وكأن الشرر اإليراني املتطاير لن يسقط على الجميع إذا لم يتم لجم الشرير اإليراني. أيــهــا الـــعـــرب، إيـــــران تـسـتـهـدفـكـم جـمـيـعـًا، واملــمــلــكــة قادرة بـإذن الله على حماية نفسها، لكنها تستشرف اآلتـي الذي تتغافلون عنه.
للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, 738303 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة