Okaz

سلبية اإلجراءات ساهمت في االنفالت!

ﻋﻠﻰ ﺧﻔﻴﻒ

-

يــتــم فــي مــواقــع الــتــواص­ــل بــن الـفـيـنـة واألخـــــ­رى تــوجــيــ­ه تهم بالفساد املـالـي أو اإلداري إلــى مـسـؤولـن معينن، ســواء كان توجيه التهم باألسماء الصريحة ألولئك املسؤولن أم باإلشارة إلــى مناصبهم ومـواقـعـه­ـم اإلداريـــ­ـة، وقــد يتجرأ مـوجـه التهم فيطلقها باسمه الصريح، وقد يتوارى خلف لقب من األلقاب، ولكن التخفي ال ينفعه فيما إذا أراد املتهم ظلما الدفاع عن نفسه وأخذ حقه منه بتقديم شكوى ضده إلى الجهات املختصة التي لديها وسائل ملعرفة مصدر التهمة ومن أطلقها حتى لو تخفى وتقنع تحت أكداس من األسماء املستعارة! ما ذكر آنفًا ليس فيه جديد وربما تم طرحه عشرات املرات من قبل الكتاب والصحفين بهدف معالجته وفق األنظمة، ولكن ما دعاني إلعـادة طرحه هو املوقف السلبي للجهات الرقابية املـسـؤولـ­ة عـن األمـــوال الـعـامـة، مما ينشر فـي مـواقـع التواصل مــن تـهـم فــادحــة قــادحــة فــي الــذمــم املـالـيـة لـعـشـرات املسؤولن في مواقع إداريــة ومالية وفنية مختلفة، فهل تعتبر أن األمر ال يعنيها حتى لو كانت تلك التهم صحيحة، وملــاذا ال يكون موقفها إيجابيًا، وذلـك بأن تستدعي مطلق التهمة والشتائم وتطلب منه تقديم ما لديه من مستندات وحقائق دامغة، وضع يـده عليها أو على األقــل أن يكون في يـده (رجــل الـديـك) حتى يتم إكمال الازم نحو الديك نفسه، فإن ثبت أن لدى املتهم الذي أطلق التهم ونشرها ما يعزز أقواله أكملت جهات االختصاص إجراءاتها النظامية نحو «الفاسد»، أما إن وجدت أن ما نشر في املواقع مجرد تهم ال سند لها، أو أوراق مرسلة ال دليل على صحتها، فإن من واجبها نحو ذلك املوظف الذي اتهم ظلمًا أن

َُ تنصفه بإعان براءته مما نسب إليه من فساد مالي أو إداري، وفي الوقت نفسه تقوم بإحالة املدعي عليه بالباطل إلى النيابة العامة للتحقيق معه ومعرفة دوافعه التي جعلته يطلق التهم جزافًا دون تثبت أو تحقق. لقد بلغني أن أحد اإلخوة تعرض لشتائم وتهم تقدح في ذمته وخـلـقـه وأصـلـه وفصله، فتقدم بشكوى إلــى الجهة املختصة فاقتضت اإلجراءات التحقق عن طريق االتصاالت من صاحب الـجـوال الــذي صــدرت منه الشتائم والتهم، وكــان املـفـروض أال يستغرق األمر أكثر من 15 يومًا ليعود الجواب بتحديد صاحب الرقم، ولكن شهورًا ستة مضت واملعاملة مفتوحة في انتظار ورود جواب عن االستفسار، ومثل هذا التراخي في التعامل مع هــذا الـنـوع مـن املعامات قـد يشجع آخـريـن على إطــاق التهم جزافًا ضد من يختلفون معهم حول أمر من األمور، حتى يقول الواحد منهم «ابشر بطول سامة يا مربع»! وعلى أيـة حـال فـإن ظاهرة التنابز باأللقاب وإرســال الشتائم والتهم بواسطة مواقع التواصل قد اتسعت رقعتها، فلم تعد مقتصرة على اتهام موظفن إدارين أو مالين بل أصبح أفراد من املجتمع يستخدمون هذه الوسيلة في تصفية حساباتهم الشخصية بعضهم ضــد بعضهم اآلخـــر، مما أوغـــر الصدور ومــأهــا حـقـدًا وشـــرًا، وســاهــم فــي هــدم الــعــاقـ­ـات االجتماعية وربما األسرية ألنها ساح هدام وشره مستطير، فهل آن األوان لوضع حد لهذا األمر الخطير!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia