في مخالفات «باشر»

ما دخل النظام في قطاع ما إال زانه، وما غاب عنه إال شانه وطغت عليه الفوضى والعشوائية، نتفق ونـؤيـد بقوة النظام املروري، وحرصه على تنظيم حركة السير، ولواله لتزايدت نسبة الحوادث، واسـتـمـرت الـدمـاء تنزف بـغـزارة فـي الـطـرق، إال أننا ملسنا أخيرا، شكاوى البعض من تزايد إصدار القسائم املرورية، خصوصا عبر نظام باشر، وبات الغالبية يفاجأون برسائل نصية تصلهم عبر الجوال، ملخالفة ربط الحزام أو الوقوف الخاطئ، وهـذه األخيرة، تـثـيـر كــثــيــرا مــن الـــجـــدل، خــصــوصــا أن شــوارعــنــا لــألســف تفتقد للمواقف، السيما في األحـيـاء الشعبية، ويــروي لي أحـد الزمالء، أنه أوقف مركبته أمام أحد املتاجر في حيهم الشعبي، الذي يفتقد للمواقف، ولم يستغرق تبضعه سوى خمس دقائق، وحني عودته فوجئ برجل املرور يصور مركبته ولم تـــمـــض ســـــوى نــصــف ســـاعـــة حتى وصلته رسالة بغرامة 100 ريال لــوقــوف املـركـبـة فــي أمــاكــن غير مخصصة للوقوف، وحني راجع إدارة املــــــرور، اكــتــشــف أن عليه غــرامــة أخــــرى بـــــ051 ريــــاال لعدم ربط حزام األمان، رغم أنه لم تصله رسالة توضح ارتكابه املخالفة، ولـو لم يراجع زميلي إدارة املــرور، لتضاعفت عليه تلك الغرامة، دون أن يدري، ولألسف عدم توافر مواقف كافية في جدة، أجبر كثيرا من السائقني على الوقوف وبطريقة مخالفة على الكتف األيسر، غير عابئني بالخطر الذي يسببونه لآلخرين، وفي األخير نؤيد وبقوة تطبيق أنظمة املرور، لحرصها على حماية العابرين من الحوادث، إال أنه يجب إعادة النظر في مخالفة الوقوف الخاطئ، السيما أن شوارعنا تفتقد للمواقف الكافية، ونطالب أمانة جدة باالضطالع بدورها كما يجب، حيال اشتراط وجـود مواقف كافية للمحالت التجارية من مطاعم وأسواق وغيرها قبل منحها ترخيص مزاولة النشاط.