Okaz

ضربة فرنسية أمريكية موجعة لـ«حزب الله» وإيران

- أسماء بوزيان (باريس)

ارتفعت حدة التوتر بن باريس وطــهــران خـــال الــــ 24 ساعة املــاضــي­ــة، بـعـد دعـــوة فرنسا إليران إلى مراجعة سياستها اإلقليمية وبرنامجها الصاروخي الـبـالـيـ­سـتـي، ورفـــض األخــيــر­ة لهذه الـــــدعـ­ــــوة. وكـــشـــف دبـــلـــو­مـــاســـي فرنسي فـي تصريح لــ«عـكـاظ» أمــس (األحـــد) أن بـاريـس مقدمة على خـطـوة مهمة ستكون بمثابة ضربة موجعة إليــران وأنشطتها الباليستية وإستراتيجي­تها في املنطقة، ولحظتها سيعرف علي أكبر واليتي ملن يوجه نصائحه.. في إشارة إلى انتقاداته للرئيس الفرنسي، الذي عبر عن رغبته في أن تكون إليران إستراتيجية إقليمية أقل عدوانية، معربا عن قلقه إزاء سياستها الباليستية غير املنضبطة. وفي إطـار الجهود الدولية للتصدي ألنشطة إيـران وذراعها العسكري ميليشيا «حزب الله»، اتفق الرئيسان األمريكي دونالد ترمب والفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة العمل مع الحلفاء ملواجهة أنشطة «حزب الله» وإيران املزعزعة لاستقرار في املنطقة، عقب محادثات بينهما أمس األول، بحسب بيان للبيت األبيض. وأفـادت الرئاسة الفرنسية بأن ماكرون بحث وسائل تحقيق االستقرار في الشرق األوســط وبناء الـسـام، خـال محادثات هاتفية مع الاعبن الرئيسين في املنطقة، إذ أجـرى اتصاالت مع ولي العهد األمير محمد بن سلمان، والرئيسن املصري واللبناني، واألمـن العام لألمم املتحدة أنطونيو غوتيريس. وعقب لقاء ماكرون ورئيس الــوزراء اللبناني املستقيل سعد الحريري (السبت)، أصدر االليزيه بيانا أكد فيه أن فرنسا ستبذل كل ما في وسعها إلبقاء لبنان بعيدا عن األزمات اإلقليمية والتدخات اإليرانية، وستبقى على اتصال مع طهران بشأن القضايا اإلقليمية، وستعمل على ثنيها عن التدخل في شؤون دول الجوار. وجاء بيان اإلليزيه ردا على تصريحات مستشار املرشد اإليراني علي أكبر واليتي، الذي «نصح فرنسا بعدم التدخل في األنشطة الباليستية إليران وإستراتيجي­تها اإلقليمية». وزعم أنه «ليس من مصلحة ماكرون وال فرنسا التدخل في القضايا الحساسة جدا إليران، بدءا ببرنامجها الباليستي ووصوال إلى إستراتيجيت­ها اإلقليمية، ألن مثل هذا التدخل ســيــؤدي -بـحـسـب زعــمــه- إلـــى تـشـويـه صـــورة فـرنـسـا عـنـد اإليرانين. وأضــــــا­ف: نــحــن اإليـــران­ـــيـــن ال نـنـتـظـر اإلذن مـــن أي شــخــص لتطوير برنامجنا الدفاعي، برامجنا الباليستية ال تعني ماكرون وال فرنسا. فلماذا يسمح لنفسه بالتدخل؟

وقــــــد أثــــــــ­ـارت هــــــذه التصريحات استياء كبيرا في أوساط املسؤولن الــفــرنـ­ـســيــن الـــذيـــ­ن يــفــضــل­ــون الرد بالعمل والتنفيذ، وليس بالكام والتهديد بــحــســب مـــا أبــلــغ الــدبــلـ­ـومــاســي الفرنسي «عكاظ». ويبدو أن زيارة الحريري إلى باريس بعثرت أوراق طهران، وحولت سهامها باتجاه ماكرون الذي يحاول حل األزمة، إذ إن الزيارة كانت محاولة فرنسية للحيلولة دون اشتعال أزمة استقالة الحريري املفاجئة، التي تسببت فيها إيـران وميليشيا «حزب الله» بتدخاتهما في لبنان ودول عربية أخرى.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia