Okaz

إيران.. من استعراض القوة إلى الضعف !

-

يكاد العالم يصاب بإغماءة وصدمة سياسية قد تتغلغل إلى أعماقه، محدثة أعظم االنشطارات في رؤاه السياسية، وذلك بعد أن أصبحت رؤيــة اململكة السياسية ال تقبل الـوقـوف بانتظام في صفوف السياسة الرتيبة، وال تتراخى الستقبال هوائها األكثر ضبابية، املليء بأنفاس التطلعات الـبـاردة وامليول التي تخلقها تقليدية النظر إلى األحداث واتخاذ املواقف حيالها. إن إشكالية التعامل مـع األحـــداث والقضايا الـجـديـدة، ومنها قضية حزب الله وأطـراف إيران التي تمتد في أجساد بعض الدول العربية كحبال سرية تشهد الوالدة واملوت في آن واحد، تتمحور في تحول السعودية املفاجئ في حالتها السياسية، بتنازلها عن تلك الحكمة التي فسرها الكثيرون تفسير الشاهد للشيء املنتظر زوالــه، فكان لهم أن أدارت هـذه الحكمة لهم ظهرها، حينما أدركت أن الحكمة مع غير الحكماء ضربا من العبث، وعانقتهم بذلك الوجه الذي يجيد معرفة جوهر هؤالء وحقيقة رغبتهم وأملهم الباهت في أن تصبح هذه الحكمة مسرحا للرقص على أنغام النصر املتوهم والبطولة الزائفة. السعودية اليوم تعيد تشكيل سياسة املنطقة وتدفع العالم كله إلى مراجعات شاملة لكل املـواقـف والـــرؤى إزاء قضايا كثيرة، أهمها التعامل مـع العدو، املمزوجة مواقفه بطعم العنصرية والطائفية، ومنها إيران، التي لم تلته فقط بمراجعة أوراقها، بل بالتحرك املرتجف نحو إعادة صياغة نفسها، سعيا ألن تكون جزءا من الحدث التي فقدت كل الخيوط التي يمكن أن توصلها إليه، لتكون عنصرا حاسما فيه، إال إنها لم تتمكن من ذلك، بسبب اختناقها بما ابتلعته من أحداث وشعارات ومواقف خفية، عندما كانت تلعب في الفضاء وحيدة ظنا منها بأن األسد الذي تعامت عنه، قد أغمض عينيه تجاهال... تقف السعودية اليوم معلنة دورهــا الحقيقي وكاشفة عن املعنى الحقيقي لحكمتها ونفاد صبرها، الـذي توهم اآلخــرون بأنه صبر الضعفاء ال صبر األقــويــ­اء الـقـادريـ­ن على تـحـرك مـيـاه األحـــداث الـسـاكـن بالقليل مـن الكلمات والكثير من العمل الحازم املتصدي ملثل هذه األطراف التي تتحرك في الظالم كعصي لصوص أو أجنحة خفافيش كثيرة الحركة. إنها توجه دروسا جديدة ومشاهدة ناصعة الـوضـوح كي تعيد البصيرة إلـى السياسات التي فقدت بصيرتها وتـوقـظ العالم مـن سكرة املـراوحـة والتقلب على حــواف األطراف منتشلة لـبـنـان مــن قـبـضـة الــجــذب املــتــور­مــة والــيــمـ­ـن مــن فــوضــاه املسكونة بالكثير من الهواجس واألحالم ضيقة األفق والعراق من تغلغل رؤى املصالح واملساومات الكثيفة على أرضه وفي أعماق خيراته... إنها تسعى الستعادة الصور التي تهشم الكثير منها على عتبات االستسالم لقوى مجهولة الهوى وواضحة الهوية، لتعلم أيـدي العبث أن في وسط األنفاق التي تسلكها يدا أخـــرى عــازمــة عـلـى الـقـطـع وجــــادة فــي جـعـل أنــفــاق الــخــراب تــوجــه أفواهها وبنادقها صــوب الجهة التي قامت بحفرها، لينقلب السحر على الساحر والعصى والثعابني. لــم يــعــد فــي الــوقــت مـتـسـع لـلـتـبـري­ـر أو إلعــــادة عـــرض صــــورة الــضــعــ­ف بعد االسـتـعــ­راض بـصـور الــقــوة، كما تفعل إيـــران، وكـمـا تتحرك سياستها التي فشلت في بناء طريق العودة والتراجع شهوة الرقص في أعالي املواقف، مثل ما تجلى في أفعال قطر السامة وهي أقل إفرازات إيران ومن يجري مع جريان سيل فتنتها على أراضي بعض الدول التي ما زالت تغص باللقمة اإليرانية الجافة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia