رسائل عون.. توسل متأخر.. وانحياز للعمالء
فيما وجه الرئيس اللبناني ميشال عون في ذكرى االستقالل أمــس، رسائله إلــى الــدول العربية واملجتمع الــدولــي، مطالبا التعاطي بحكمة وتعقل مع لبنان، محذرا من أن خـالف ذلك سيكون دفعا للبنان باتجاه النار، فقد تجاهل الجنرال كعادته الــحــديــث عــن الــتــزامــه وحـلـفـائـه مــبــدأ تـحـيـيـد لـبـنـان والنأي بـالـنـفـس عــن صــراعــات وأزمـــــات املـنـطـقـة، وتــنــاســى أيــضــا أن رسالته األولـى كان يفترض أن تكون مليليشيات «نصر الله» التي ضربت استقرار وأمن لبنان، وفتحت عليه النار من كل االتجاهات. عــون فـي ذكــرى االسـتـقـالل، الــذي يـؤكـد الـقـاصـي والــدانــي أنه ال يــزال «مـنـقـوصـا» بكل معنى الكلمة، كــان األجـــدر بـه حتى يكون حديثه ذا مصداقية أن يوجه رسائله إلى أولئك الذين ضيعوا لبنان، ودفـعـوا بـه إلــى آتــون مـعـارك خـاسـرة وكلفوه أثمانا وفواتير باهظة، لكن عون غلب طبعه تطبعه، واختار السير في الطريق الخطأ متحالفا مع «ميليشيات» رهنت قرار الدولة ألجنداتها الطائفية واملذهبية، اختار أن يكون مجرد «بــوق» يـردد ما يلوكه عميل قم «نصر الله». عـون الـذي قال: إن آمالنا ال تــزال معقودة على الجامعة العربية، بـأن تتخذ املبادرة لتنقذ لبنان إنسانا وسيادة واستقالال، كان أول من سارع إلى رفض قرارها وانتقاده؛ ألنه فقط اعتمد «حزب الله» منظمة إرهابية وهو التصنيف الدولي لهذه الذراع العسكرية اإلرهابية، ها هو اآلن يتوسل الجامعة ودولها أن تنقذ لبنان مــن الــغــرق، وهــو يـــدرك تـمـام اإلدراك أن الـــدول الـعـربـيـة وفي مقدمتها السعودية تسعى جاهدة إلى ذلك، لكن عون وحلفاء ه هم من يدفعون لبنان إلى الهاوية بممارساتهم وتحيزاتهم وعدم التزامهم بأسس «التسوية» التي جاءت به من بعيد جدا رئيسا للبالد.