وفد رسمي برئاسة وزارة الشؤون اإلسالمية يلتقي بابا الفاتيكان
الــتــقــى وفـــد رســمــي بــرئــاســة مـسـتـشـار وزيــــر الـــشـــؤون اإلســالمــيــة والدعوة واإلرشاد الدكتور عبدالله اللحيدان، بابا الفاتيكان فرانسيس، ونقل الوفد خــالل الــلــقــاء، تـحـيـات وتــقــديــر خـــادم الــحــرمــني الـشـريـفـني املــلــك سـلـمـان بن عبدالعزيز، وولــي العهد نائب رئيس مجلس الـــوزراء وزيــر الـدفـاع األمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وتحيات حكومة وشعب اململكة العربية السعودية لبابا الفاتيكان. وأكد الوفد الرسمي أن الزيارة جاءت لتعبر عن تقدير اململكة للبابا على مواقفه وتصريحاته الصادقة التي يدعو فيها إلى السالم والتعايش ويرفض الربط بني األديان واإلرهاب، وليؤكد الرغبة الصادقة والعميقة في إشاعة ثقافة الحوار والتعايش السلمي بني جميع أتباع األديان والثقافات. وأشار اللقاء إلى الزيارة التي قام بها خادم الحرمني الشريفني امللك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله للفاتيكان عـام 2007 ولقائه البابا بنديكتوس الـسـادس عشر، ومـا نتج عن هـذا االجتماع من االتـفـاق على أهمية الحوار بني األديـان والحضارات لتعزيز التسامح الذي تحث عليه جميع األديان، وتحقيق األمـــن والــســالم واالســتــقــرار لشعوب الـعـالـم كــافــة، مــؤكــدا أن هذه سياسة ثابتة تسير عليها اململكة والفاتيكان وتم تأييدها في مؤتمر عاملي لعلماء من مختلف أرجاء العالم اإلسالمي في مكة املكرمة في العام .2008 ولـفـت الـلـقـاء إلــى أن اململكة والـفـاتـيـكـان تتمتعان بثقل ديــنــي، وأن هناك أكـثـر مــن مـلـيـار وخـمـسـمـائـة مـلـيـون مسلم حــول الـعـالـم يـتـوجـهـون خمس مـرات يوميا نحو مكة املكرمة، ويـزور اململكة سنويا أكثر من خمسة عشر مليون حاج ومعتمر، إضافة ملا تتمتعان به من ثقل سياسي دولي اكتسباه مـن سياستهما املعتدلة واحترامهما للعقود واملـواثـيـق التي تكون طرفا فيهما. وقد تم على إثر جهود اململكة تأسيس مركز امللك عبدالله للحوار بـني أتـبـاع األديـــان والـثـقـافـات الــذي شــارك فيه إضـافـة إلــى اململكة كـل من: إسبانيا والنمسا والفاتيكان، كما استمر دعـم اململكة للسالم العاملي من خالل تأسيس مركز امللك سلمان للسالم العاملي في ماليزيا واملركز الدولي ملكافحة الفكر املتطرف «اعتدال» في الرياض، ومن خالل اللقاء ات والجوالت التي يقوم بها خادم الحرمني الشريفني - أيده الله - إليمانه العميق بأهمية التواصل لتحقيق السالم. وأوضح رئيس الوفد: إن اإلسالم طالبنا وفق أخالقياته إلى معايشة األديان األخـرى والعيش معها مهما اختلفت، ألن هذا االختالف أمر حتمي قضى به خالق الناس لحكمة يعلمها ولقد خلق الناس وأعطاهم حرية االختيار، وسيسألون عن خياراتهم في اآلخـرة أما في هذه الحياة الدنيا فسيظلون مختلفني في أديانهم وألوانهم وعاداتهم وتقاليدهم. وأضاف الدكتور اللحيدان، أنه في إطار هذا التعاون اإلنساني العام الذي يـدعـو إلـيـه اإلســـالم يـبـدو الـتـعـاون مــع أتــبــاع الــديــانــات الـسـمـاويـة أكـبـر ملا يجمعها مع بعضها البعض. من جانبه، عبر بابا الفاتيكان عن تقديره للسياسة الحكيمة لخادم الحرمني الشريفني وولـي عهده، وعـن تطلعه للقاء امللك سلمان بن عبدالعزيز وعن عمله الدؤوب لتحقيق السالم. وأوضح أنه يحرص خالل زياراته على الدعوة إلى السالم وتعزيز العالقات الطيبة مع العالم اإلسالمي، وأنه يكن تقديرًا خاصًا للمملكة.