34 عاما في أرامكو قادتها لرابع أقوى امرأة عربية
فــي حــــوار لــهــدى الــغــصــن مــع مـجـلـة بــزنــس Business )2015/10/28( وصــفــت رحـلـتـهـا املـهـنـيـة بـأنـهـا «لم تكن سهلة على اإلطالق» ألن الطريق كان طويال وشاقا ومليئا بـالـتـحـديـات. وأضــافــت «عـمـلـت بـجـديـة وتفان وإخــالص في جميع املهمات الوظيفية التي شغلتها، وكـــنـــت مـنـضـبـطـة ومــلــتــزمــة فـــي عــمــلــي. وقـــد اكتسبت خبرة وتجربة فريدتني مـن خــالل عملي ألكثر مـن 34 عاما في هـذه الشركة الـرائـدة في وظائف مختلفة مما أتاح لي فهما عميقا ألعمالها، وبناء شبكة قوية من العالقات مع الزمالء املهنيني سواء في داخل الشركة أو خارجها». فــي الــحــوار نـفـسـه أكـــدت الـغـصـن أن مــا حققته من نـجـاحـات لــم يـكـن ممكنا «دون الــدعــم املستمر من فـــريـــق عــمــل ديــنــامــيــكــي ومــــوهــــوب ومــــن موظفني مخلصني». كما أكـــدت دور املـرحـومـة والـدتـهـا في حـصـولـهـا عـلـى تعليم جــيــد؛ ألنــهــا كــانــت مؤمنة بأن العلم هو سالح املستقبل، ناهيك عن دور أمها في بناء شخصيتها املستقلة الواثقة واملسؤولة، ووصفت الغصن والدتها بأنها كانت «قارئة جيدة، وكانت ذات نظرة بــعــيــدة وثـــاقـــبـــة، وكانت مــنــخــرطــة دائـــمـــا في الـــعـــمـــل الخيري مـــــــــــــــــن خــــــــــــالل عــمــلــهــا مع الـجـمـعـيـات الـخـيـريـة فــي الـــريـــاض، بــل كــانــت معروفة بــالــعــمــل الــتــطــوعــي، وبــبــذلــهــا الـــوقـــت واملـــــال ملساعدة املحرومني واملحتاجني». أمـا عـن املــوارد البشرية التي تقود إدارتـهـا فـي أرامكو فـتـصـف عملية تـطـويـرهـا بـالـعـامـل األســــاس فــي تقدم وازدهار املجتمعات قائلة: «تـقاس الثروة الحقيقية ألي شركة أو دولة بمدى استغاللها بشكل إيجابي ومنتج للثروة البشرية مما يؤدي لتقدم وازدهار هذه الشركات أو الــــــدول. فـالـتـنـمـيـة الــبــشــريــة -حــســب بــرنــامــج االمم املتحدة االنمائي- هي توسيع نطاق الخيارات املتاحة ألفـراد املجتمع. وهـذا يربط التنمية البشرية بالتنمية االقــتــصــاديــة مـمـا يــــؤدي إلـــى تـحـقـيـق الـنـقـلـة النوعية املرغوبة». وهــي تــرى مــن جهة أخــرى أن «تـأهـيـل الــقــوى البشرية باملهارات املطلوبة هو الوقود األساس لتحقيق التنمية املتكاملة. بل إن إزالة العراقيل التي تعيق مشاركة املرأة املؤهلة في النشاط االقتصادي املناسب، والقادرة على املشاركة فيه بفاعلية، يعد خطوة إيجابية لالستفادة من املرأة وتحقيق إسهامها في التنمية وتنويع مصادر الـدخـل». ولـم تنس الغصن أن تقف مطوال أمـام تجربة أرامــكــو فــي تـوظـيـف الـنـسـاء الـسـعـوديـات الــالتــي كانت هـي واحــدة منهن، فوصفتها بالتجربة الفريدة ألنها نجحت رغم كل العوائق الثقافية واالجتماعية املعروفة من تلك التي تحد من طموحات املرأة أو تدفنها، فقالت: «اعتمدنا فـي أرامــكــو السعودية أسـلـوبـا تدريجيا في إدخـــــال املـــــرأة إلـــى الــقــوى الــعــامــلــة فــي الــشــركــة. فقمنا باختيار النساء اللواتي يملكن كـفـاءة عالية ولديهن الصفات الشخصية ملواجهة التحديات». طبقا ملوقع «العربية نت» حصلت الغصن في عام 2014 على املركز الرابع كأقوى امرأة عربية في مجال اإلدارة التنفيذية ضـمـن تصنيف «فــوربــس»، وحـلـت فــي عام 2015 في املركز السابع كأقوى امــرأة عربية في مجال الطاقة ضمن تصنيف «أرابيان بيزنس». بحثت عن شهادات بحق الغصن ممن عملوا معها عن قرب، فلم أجد أفضل من شهادتني: األولى من مرؤوستها شيخة الثقفي الـتـي قـالـت عنها «هــدى تتميز بالذكاء الـــحـــاد، والــتــنــظــيــم الــشــديــد، والــنــظــر لـــأمـــور بطريقة إستراتيجية مع القدرة العالية على التركيز؛ فهي تهتم بأولويات املرحلة واملحصل النهائي لكل خطوة، ودائما تركز على مـا يخدم األهـــداف اإلستراتيجية»، مضيفة «لديها «كاريزما» عالية في شخصيتها تتطلب من أي شخص يلتقيها أن يحترمها ســواء كـان هـذا الشخص موظفا لديها أو رئيسا». أما الشهادة الثانية فكانت من محمد السلمي مدير املـــوارد البشرية فـي أرامـكـو الذي وصفها بالقائدة الحكيمة املخلصة شديدة االنضباط فــــي عــمــلــهــا، الـــتـــي تــســتــشــيــر الـــغـــيـــر، وتـــمـــلـــك الرؤية املستقبلية الــواضــحــة ملــا تسعى إلــيــه»، مضيفا «أنها تحاول أن تنسق ما بني االحتياجات الداخلية للشركة والـوضـع االقـتـصـادي العاملي خــارج اململكة وداخلها، ولديها اإليـمـان الكبير بـالـقـدرات الشبابية السعودية على إتمام العمل متى ما سنحت لهم الفرص التعليمية والوظيفية».