كما تعّود نفسك تِنب شخصيتك

مــن أكــثــر الــعــوامــل املــؤثــرة فــي الـنـفـس هــو التجديد والتطور، والحركة الدائمة التي ال تعرف االستقرار، فــمــنــذ بـــدايـــة تــكــويــن اإلنـــســـان هـــو فـــي نــمــو مستمر وحركة دائمة: من ناحية التطور البيولوجي للجسم -التطور الفكري واملعرفي بحثًا عن الجديد لالستفاده منه- فمثال بالنظر إلى الطفل الصغير نجد أنه دائم السعي وراء معرفة كل شيء، حينما يبدأ بالحركة في املـنـزل يبدأ فـي ملـس األشـيـاء والتعرف عليها وتبلغ سعادته أقصاها حينما يتعرف على شيء جديد.. من املثير أن هذه الصفة تظل مالزمة للفرد مدى حياته في مختلف فترات نموه، ولذا نجد أن الجديد دائمًا يثير في أنفسنا الرغبة وراء البحث ويشحذ طاقاتنا لـلـتـحـرك ويـعـطـيـنـا قـــدرًا مــن املـتـعـة والــلــذة النفسية والشعور بأن للحياة «طعما». لذا الشعور بامللل، الضيق، الخمول،... إلخ وغيرها من مختلف املسميات ليس إال نتاج عملية ركـود وكسل أو ممارسة الحياة بصورة روتينية.. ال يوجد الجديد في ما نقوم به ال جديد يمر اليوم مثل األمس ال جديد نكرر أعمالنا بشكل شبه يومي كاالستيقاظ صباحًا والذهاب للعمل أو للمدرسة والعودة للبيت.. والخلود للنوم وتكرار نفس السيناريو في اليوم التالي. إن متالزمة الشخصية ذات الشحنات السلبية تكون بالعادة شخصية غير متجددة ومشبعة باإلشكاليات النفسية، والحياة اإلنسانية ذات الرتابة املتكررة تزيد من األمراض النفسية وتحمل النفس أكثر من طاقتها وهـي بالتالي غير متجددة أو منفتحة على الحياة بشكل طبيعي، فإن ما تمارسه يوميًا سيكون مرسوما على مالمح حياتك اليومية، فعندما تمارس الحزن بشكل مستمر سوف تحزن ألتفه األسباب ولن تتذوق طعم الفرح واالنشراح. وعــنــدمــا تــمــارس الــقــلــق بــقــالــب يــومــي ســـوف تتقنه لــدرجــة أنـــك سـتـقـلـق ألتــفــه األمـــــور، وتــصــيــر (خبيرًا بـالـقـلـق) تبحث عــن أدق تفاصيل حـيـاتـك بحثًا عن أسباب القلق لتقلق! وعندما تمارس الغضب يوميا؛ ستغضب دون سبب يستدعي غضبك أو تغضب من ال شيء! عندما تمارس سوء الظن، ستكون ردة فعلك للناس ولألحداث سيئة الظن ويخالجك الشك في جل األمــور ودقـهـا، وكذلك عندما تمارس العطاء والبذل والسخاء، سيعطيك الله قبل الناس. عندما تبادل الحب مع كل البشر ستبني جسورا وأثرا في حياة كل من تقابله، وعندما تحرص على صلة الرحم يوصلك الله بحبل رحمته ومغفرته الواسعة. مارسوا الطمأنينة لتتقنوا السكينة والراحة، مارسوا التفاؤل واألمل، مارسوا الحب والسالم، مارسوا الثقة وحسن الظن بالله فـي حياتكم لتنعموا بدرجات

السعادة واألمان والخير وراحة البال.