Okaz

سوء األسهم!

-

االحتياط واجب و«اللي ينقرص من الداب يهاب الحبل، واللي يتلسع مـن الشربة ينفخ فـي الــزبــاد­ي»، مثالن شعبيان الله يرحم من قالهما، طبعا أكيد أن املثلني ليسا لشخص واحد وذلك واضح من األسلوب، وعلى ذكر األمثلة فلكل بلد أمثلته التي في النهاية هي تعطي نفس املفهوم، واعتبر هذه األمثلة هي حكم بنكهة شعبية «والشعبي يؤكل كله»، وهــذا أيضا مـثـل الـغـايـة مـنـه أن الــشــيء الـبـلـدي عـلـى طبيعته وبساطته ألـذ من االستيك والساندوتش واألطعمة التي طلعت علينا ما أدري من وين. نرجع ملثلنا األول، وتكملة للفكرة يقولون الذي يأكل املقلب أول مرة غير حريص، ولكن الذي يأكل نفس املقلب مرة ثانية غبي مع سبق اإلصرار والترصد. والحقيقة هناك أمثلة كثيرة تلقي الضوء على كيفية تعامل اإلنـسـان مـع هكذا أمـثـال وحتى لـو لـم يسمعوا بها، وأخذنا كمثل أسواق املال التي لدغ منها معظم املتعاملني في اليوم املسمى باألسود طبعا عند الغالبية، واألبيض عند األقلية، الــتــي لـهـطـت تــعــب مــئــات اآلالف مـــن الـــنـــا­س وشــفــطــ­ت عرق جبينهم ومـــزمـــ­زوا كــمــان فـيـمـا بـعـد عـلـى فـتـافـيـت أسهمهم كـــ«حــلــى»، وضـحـكـوا على دمـوعـهـم ألنـهـم بنظرهم أغبياء، وبالنسبة لهم الغبي هو الوجبة املفضلة، فاتعظ جزء كبير منهم (أي األغـبـيــ­اء) بعدما قــال لهم الـهـوامـي­ـر وبـعـني قوية «انتهى الدرس يا غبي»، وساروا على املثلني اللذين ذكرتهما في صدر املقال، وبطلوا في التعامل مع السوق الذي ما جاب لهم إال السوء. ولكن دائما تكون هناك فئة ال تتعظ والله لو تلدغ من الجحر نفسه عشرين مرة، تقول له تيس يقول احلبه. ويحط القرشني التي رجع وجمعهم من هنا وهناك ثاني مرة وبنفس األسلوب واملجازفة، وعلى باله الجو خال له، يا عم وين باتروح والحبل مزرور، يا بابا حتى الجو ما سلم «دول» ياكلوه هم هم، وهات يـا لهف مـن الجيم إلــى األلــف ويـقـولـون كـمـان، أمــا األراضي فحتى التراب أكلوه، أنت ما تسمع البعيد «كل تراب»، ترى ما هو قصدهم التهزئة كما تظن يا أبله «يا مدرسة»، كل تراب هذه كلمة السر لسف األرض التي عليها العني، وما تشوف ما يقولونها إال للشركاء واملحبني يعني يعني يمزحون، عموما حتى تحتفظ بأدنى الفائدة تكفي يا أخ أعطي العيش لخبازه ولـو يأكل «تــالت تـربـع»، هـذا إذا بقي عيش، وأنــا أعتقد أنك حتعيش وتأكل غيرها، «اللي ما يعرف الصقر يشويه» وهو مثل للذي ما يقدر الرجال واألحوال، وهذا املثل مطبق «بدون جنب» على السوق الذي لو كان رجال لقتلته، السوق هو مثل سقته «بعناية» دون مطبات لنحسن اختيارنا «للبزنس» الذي نود الخوض فيه، ألنه مع األسف كلها صارت «بزانس» يا ويل بس تغفل عنها وعينك ما تشوف إال النور، طبعا من الكف الذي يجيك على غفلة وعلى عينك يا تاجر أو على قفاك يا مسكني، وعلى قول أم كلثوم وبلهجتها صعبان عليه قفاك، ومن ثم صيادين السوق يضحكون وبصوت مجلجل يقولون خليناه وقفاه «يأمر» عيش. ومـــا ذكــرتــه ينطبق عـلـى كــل األعــمــا­ل الــتــي يــنــوي اإلنسان مــمــارسـ­ـتــهــا، مـــا ضــــل مـــن اســتــخــ­ار ومــــا نــــدم مـــن استشار، والخالصة نصيحتي ال تشرب الشوربة قبل ما تنفخ على املعلقة، ويا الله السالمة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia