العاملية صعبة قوية

يــــــا الـــــــلـــــــه.. مـــــــــــاذا حــــــــدث في اليابان؟ وملــــاذا فــشــل الــهــال مــجــددا في خطف اللقب اآلسيوي؟ أتساء ل مثل كل الهاليني وفي الحلق غصة ومــــرارة، وفــي الـنـفـس حــزن وألـــم سنحتاج كلنا وقتا طويا لتجاوزه ونسيانه. لو كانت الكرة إلكترونية لعذرنا نجوم الهال، ولقلنا إن التفوق التكنولوجي الياباني صنع الفارق، لكن كرة الـقـدم مصنوعة مـن املـطـاط والجلد والــهــواء وحـسـب، ومع ذلــك خسر الــهــال، وسـكـب فـي قـلـوب عشاقه ومحبيه حـزنـًا عميقًا ًً ًً وثقيا، فتجرعوه حنظا وشوكًا.. أجل، إنه يوم حزين في تاريخ الهال والكرة السعودية، فلم يكن الهال وحده باألمس، كنا كلنا نقف معه، من أمامه ومن خلفه ومن حوله، رسميا وجماهيريا، وعندما سقط في هذه املواجهة سقطنا وبكينا، كما بكى عمر خربني! كثيرون ظنوا أن الوطنية قطعت عاقتها بكرة القدم، أو أن األخيرة هي التي فعلت.. لكن باألمس أثبت الهال خطأ هذه الظنون، وأن التنافس الكروي مهما بلغ لن يحد من وطنيتنا التي هي عابرة لكل امليول، وفوق كل االنتماءات الصغيرة والضيقة، وعندما يلعب فريق سعودي في معترك دولي فهو حتما يمثلنا كلنا، أجل.. كلنا من املاء إلى املاء ومن القلب إلى القلب. لقد أضــاع الهاليون فرصة نــادرة لـن يكون مـن السهولة إيـجـادهـا، ولست أدري كيف سيكمل الـهـال الدوري السعودي وهو عائد إليه محطمًا نفسيًا جراء هذه الخسارة املؤملة؟ وأتــســاءل أيـضـا وبـتـعـاطـف كـامـل مــع جـمـهـور الــهــال: كـيـف سيحتملون فـظـاظـة جـيـرانـهـم جـمـهـور الـنـصـر في «طقطقتهم» املزمنة، وشعارهم الذي كتب له باألمس عمرا جديدا.. وال أقول مديدا «العاملية صعبة قوية»؟ لقد خسر الهال مجددا أقــوى محاوالته في الـوصـول لكأس العالم لألندية، رغـم أنـه كـان األفضل واألجــدر في املباراة، لوال بعض األخطاء القاتلة، والحقيقة التي ال تقبل النقاش أو الجدل هي أن إدارة النادي بذلت كل ما في وسعها لتأهيل الفريق لخوض هذا التحدي الصعب، وعملت بشكل محترف على إعداده ودعمه بطاقم تدريبي ال يختلف على جدارته اثنان، كما دعمته بعناصر أجنبية ومحلية هي من بني األفضل في الـدوري السعودي، ووفرت لهذا الفريق كل الظروف التي تساعده لتحقيق اللقب اآلسيوي، وصوال لتحقيق حلم الجماهير الهالية بالوصول للعاملية، ثم تلقى الهال دعمًا إضافيًا وقويًا من هيئة الرياضة، ومن رئيسها تركي آل الشيخ شخصيا.. لكن عندما حان موعد القطاف خذل نجوم الهال جمهورهم وإدارة ناديهم الذين راهنوا كثيرا عليهم هذه املرة.. وخسروا الرهان! إنني أتعاطف كثيرا مع رئيس النادي نواف بن سعد.. قليل األقـوال كثير األفعال الذي سهر على هذه املحاولة الهالية الطموحة.. لم يبخل بدعم، ولم يركن إلى استسام، ولم يقنعه اليأس أبدا، مشى الطريق من أوله بخطوات جادة ومخلصة وصادقة، وليس ذنبه أنه لم يصل، بعد أن هبت الريح بغير ما تشتهي سفن الهال.