هل سيتم استعادة عشرات التريليونات ؟

ﻋﻠﻰ ﺧﻔﻴﻒ

تــداولــت مــواقــع الـتـواصـل فــي اآلونـــة األخــيــرة لــقــاء فضائيًا تضمن وجــود نحو تريليوني متر مـربـع مــن األراضـــي تم تملكها بطريقة غير مـشـروعـة، وتـركـز ذلــك التملك فـي أهم مدن اململكة وأكبرها مثل مكة املكرمة والرياض وجدة ومدن املنطقة الشرقية. وفــي الـوقـت نفسه نشرت الصحف املحلية عـن مـصـادر في وزارة العدل أن الوزارة استطاعت استعادة 568 مليون متر مربع من األراضي املستولى عليها عن طريق صكوك مزورة أو وضع اليد أو غيرها من وسائل التملك غير املشروعة، وأن ما تم استرداده يساوي املساحة اإلجمالية للمدينة املنورة ! وأقول لو أن قيمة املتر الواحد من التريليونني قدرت بريال واحــد فقط ال غير لكان دخـل الـدولـة مـن أراضيها املنهوبة تريليوني ريال، فكيف لو بيع املتر املربع بخمسة أو عشرة رياالت؟! ولـكـن مــا حـصـل هــو أن «كـوكـبـة» مــن الـعـامـلـني فــي املحاكم وكـتـابـات الـعـدل وغيرها مـن جـهـات االخـتـصـاص تعاونوا على اإلثــم والــعــدوان وحـولـوا أراضــي حكومية بيضاء إلى ملكية خـاصـة ألشـخـاص مـحـدديـن، حـولـوهـا بعد ذلــك إلى مخططات وجــنــى الــواحــد منهم مــن ورائــهــا عــدة مليارات بغير وجــه حــق؛ ألن املـواطـن املسكني املستحق ملنحة أرض لـم يستطع الحصول عليها اضطر لجمع مئات اآلالف من الرياالت لدفعها مقابل قطعة أرض قد ال تزيد عن خمسمئة متر مـربـع ليبني عليها بعد ذلــك سكنًا يقيه وأســرتــه نار اإليجارات السنوية! فـــإذا كـــان الــحــديــث عــن األراضـــــي املــســتــعــادة يـعـنـي أراضي بيضاء لم تستخدم بعد فإن أمر استعادتها سهل ميسر ما دام تملكها قد تم بطرق ملتوية، أما إذا كانت قد تحولت إلى مخططات واشـتـراهـا مواطنون وبـنـوا عليها فـإن املعالجة سهلة أيـضـًا، وهــو أن يتم اسـتـعـادة جميع مـا دخــل خزائن «الـــســـراق» مــن أمــــوال وأمــــالك عــقــاريــة مـقـابـل بـيـع األراضي التي استولوا عليها بغير وجـه حـق، ال أن توقف الصكوك وتؤثر على املشترين، فيكون الحل بـأن تضع الـدولـة يدها على ثروات «السراق» بمقدار ما جنوه من بيع تلك األراضي املنهوبة، وفـي هـذه الحالة فـإن عشرات التريليونات سوف تدخل الخزينة العامة؛ ألنـه إذا كـان تقدير املتر الـواقـع من األراضي املنهوبة املعلن عنها بريال واحد فقط يعني توفير تريليوني ريــال للخزينة العامة، فكم سيكون حجم املبلغ املستعاد إذا أجبر «السراق» على إعادة أثمان ما باعوه من األراضي املنهوبة منذ عدة عقود ؟